تصفية القضية الفلسطينية بات الشغل الشاغل للإدارة الأمريكية، وتسعى جاهدة إلى شطب حق اللاجئين الفلسطينيين، في الوقت يواصل الفلسطينيون حراكهم الشعبي من خلال مسيرات لعودة على الحدود الشرقية للقطاع، وهي إحدى أشكال الرد على الإدارة الأمريكية. الإدارة الأمريكية تسعى لشطب حق العودة القدسالمحتلة: (الشروق) – وتنوى واشنطن الاعتراف بعشر اللاجئين الفلسطينيين فقط، ويقدر بنصف مليون لاجئ بدلا من أكثر 5 ملايين معترف بهم. وقرار الإدارة الأمريكية بوقف مساعدات مالية لمشاريع لصالح الضفة الغربية وقطاع غزة لقي تنديدا فلسطينينا واسعا. وكشفت القناة العبرية الثانية، مساء أمس، النقاب عن خطة أمريكية لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، منوهة إلى أنه من المتوقع أن تعلن إدارة الرئيس دونالد ترومب، عن تفاصيل وحيثيات الخطة مطلع شهر سبتمبر المقبل، وهي سياسة جديدة تهدف إلى إلغاء حق العودة للفلسطينيين بإنهاء "الأونروا". وبحسب القناة الصهيونية الثانية، أن واشنطن طالبت الاحتلال الصهيوني بإجراء تقليص تدريجي لميزانية "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة، كما ستطلب الإدارة الأمريكية من الكيان إعادة النظر بتفويض "الأونروا" في الضفة الغربية لمنع تمويلها من العرب. وذكرت القناة أنه سيتم منع تحويل الميزانيات للوكالة من دول أخرى. وتعليقا على التوجه الأمريكي ذلك، قال مسؤول ملف اللاجئين في حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان، فضل الطه، إن واشنطن تسعى لتصفية تدريجية لقضية اللاجئين، بعد أن بدأتها مطلع العام الجاري، بوقف مساعداتها المالية لوكالة "الأونروا". وأضاف الطه ل"الشروق"، أن واشنطن وبعد استلام ترومب لإدارتها باتت تعمل بكل جدية لتحقيق تصفية قضية اللاجئين، خدمة في المطاف الأول والأخير للاحتلال الصهيوني التي تقف هذه القضية بمثابة شوكة في حلقها منذ نشأتها على أنقاض فلسطينالمحتلة عام 1948. وأشار إلى أن ال 10 % من اللاجئين الذين تعترف بهم واشنطن معظمهم متوفون وقلة من هم على قيد الحياة، وهو ما يعني أن لا أحد لاجئ موجود الآن على ظهر دول العالم جميعها. وأكد الطه أن السياسة الأمريكية منسجمة إلى حد كبير مع الأطماع الصهيونية في ما يخص شطب قضية اللاجئين نهائياً، وذلك بمحاولاتها سن آليات قانونية وتشريعية خاصة من شأنها أن تلزم الإدارة الأمريكية بقراراتها. من جهته، أكّد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، أحمد أبو هولي، أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر الصراع العربي الصهيوني في المنطقة، وحلها يكمن فقط من خلال تطبيق قرارات الأممالمتحدة وفي المقدمة منها القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948. وأشار إلى أن ما تضمنته الخطة الأمريكية من إعلان إدارة ترومب سحب الاعتراف بوكالة "الأونروا"، ورفض تعريف اللاجئ المتبع بالوكالة، والاعتراف فقط بنسبة قليلة جداً من عدد اللاجئين المعترف بهم حاليا "هراء لا قيمة له". وأكّد أبو هولي في تصريح صحفي وصل "الشروق" نسخة عنه، أن صاحب الولاية على وكالة الغوث هي الأممالمتحدة، التي من صلاحياتها تحديد مصير وبقاء عمل الوكالة وتحديد تعريف اللاجئ الفلسطيني، وتحديد أعدادهم. وعلى الأرض، تتواصل الرسالة التي أطلقها الموظفون المعتصمون الذين فصلتهم إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، يوم 25 يوليو المنصرم، الإنذار الأخير، ضمن التقليصات التي اتخذتها بحق اللاجئين؛ بذريعة الأزمة المالية التي تعاني منها. وعاد الموظفون المفصولون، أمس، إلى نصب خيمة اعتصام جديدة أمام بوابة الوكالة الرئيسة وسط مدينة غزة، لمدة ثلاثة أيام فقط، بعدما علقوا الاعتصام، عقب طلب اتحاد الموظفين العرب منهم ذلك، لإعطاء الفرصة للحوار مع إدارة الوكالة. من جانبه، توعد اتحاد الموظفين العرب في وكالة "الأونروا" بفعاليات غير مسبوقة، في حال انتهاء المُهلة الأخيرة وعدم التوصل لحلول إيجابية تضمن عودة الموظفين المفصولين.