مسألة تحصيل الماء الصالح للشراب وخاصة من ناحية الكيف أصبح الهاجس الأكبر للمواطن مما جعله يضطر لحلول ذاتية تريحه من هذه المعاناة وذلك بالعودة للعيون الطبيعية والآبار. كان الاعتقاد أن بعث الجمعيات المائية وخاصة بالأرياف سيحل معضلة تحصيل الماء لكن ذهب الحلم سدى. فهذا المشروع الضخم والمكلف ذهب تقريبا في خبر كان حيث أغلقت عدة جمعيات بسبب الإفلاس او عدم جدواها لأسباب فنية وتقنية.
انقطاع الجمعيات المائية والحنفيات وبخلها عن العطاء عجل بعودة نشاط حفر الآبار بالمناطق الريفية حيث تفيد الإحصائيات أنه تم حفر أكثر من 50 بئرا منذ الربيع وهو معدل مرتفع قياسا بالسنوات الماضية التي كان فيها المعدل السنوي لا يتجاوز 30 بئرا وهي آبار سطحية ومتوسطة يتراوح عمقها بين 20 و35 مترا تمكن من تحصيل الماء الذي يستغل للشراب والري وشهدت معتمدية جندوبة الشمالية أكبر نسبة لتشييد الآبار الجديدة والتي دخلت حيز الاستغلال خاصة بمنطقتي « السواني وسطفورة «والاستغلال عاد بالنفع خاصة على الناحية الفلاحية حيث ازدهرت زراعة الخضروات.
رغم أن طريقة حفر الآبار مكلفة تتراوح بين 10 و15 ألف دينار للبئر فإن ارتفاع الكلفة لم يمنع عدد من المواطنين من سلك هذه الطريقة التي مكنت من توفير مياه تصلح للشرب والري.
وإذا كان عدد من المواطنين يعتمدون على امكانياتهم الشخصية فيشيدون كل بئر خاص به فإن عدد من التجمعات الريفية ونظرا لعدة عوامل مادية بالأساس يضطرون لحفر بئر مشتركة تمكن من تحقيق طلبات مياه الشرب.
كما شهدت عدة أرياف خاصة البعيدة النائية عودة للآبار القديمة من خلال تنظيفها من كل الشوائب وتسريح منابعها الأرضية وتغطيتها من الفوق ما عدا ثقبة صغيرة لتسلم من الأوساخ ويسلم السكان من المخاطر المنجرة عن السقوط مثلا.
المبادرات الشخصية للمواطن من أجل تحصيل الماء الصالح للشراب تختلف في الطريقة لكن الغاية واحدة في انتظار أن يتخلص نهائيا من هذا الهاجس وهو ما يمكن أن يحصل بإتمام مشروع المحاور الكبرى الذي طال تعطله وطال انتظاره.