أثار تمسك وزير التربية حاتم بن سالم بمعدل 15 من 20 كسقف أدني لقبول التلاميذ للدخول للإعداديات والمعاهد النموذجية سخط الاولياء والتلاميذ الذين احتشدوا أمس بساحة الحكومة بالقصبة للاحتجاج ضد هذا القرار. تونس «الشروق»: تحت شعار «لا استسلام لا تراجع حق ولدي راجع راجع» تجمهر أمس مئات الاولياء والتلاميذ الذين قدموا من مختلف ولايات الجمهورية بساحة الحكومة بالقصبة في ملحمة جديدة للنضال من اجل استرداد ما اعتبروه حقا لأبنائهم «المتميزين والعالقين «ورفع المظلمة المسلطة عليهم وإيجاد الحل المناسب الذي يكفل لهم الحق في الترسيم بالفصول النموذجية للسنة الدراسية 2018-2019 خاصة ان التسجيل بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية قد انطلق منذ يوم الاربعاء 29 اوت 2018. ويأتي هذا التحرك الاحتجاجي عقب اللقاء الذي جمع أعضاء التنسيقية الوطنية للأولياء والمربين بوزير التربية بتاريخ 29 اوت 2018 والذي أكد خلاله تمسكه بمعدل 15 من 20 كسقف أدنى وشرط أساسي لقبول التلاميذ بالإعداديات والمعاهد النموذجية ما اثار حفيظة أولياء التلاميذ الذين تحصلوا على معدلات اقل من 15 وحرموا من الترسيم بالمؤسسات النموذجية. غضب عارم ترجمته مختلف الشعارات التي رفعها المحتجون والتي وجهت أصابع الاتهام لسلطة الاشراف داعين إياها للعودة الى رشدها والنزول بسقف معدل الترسيم بالمؤسسات النموذجية ليشمل التلاميذ الذين تقترب معدلاتهم من 15 من 20 بعيدا عن سياسة لي الذراع والدفع نحو مزيد تأزيم الوضع التربوي الذي يعاني ارهاصات عديدة وفق تعبيرهم. وطالب المحتجون رئيس الحكومة ومختلف الهياكل ذات العلاقة بالتدخل العاجل وقبول التلاميذ في المعاهد النموذجية في حدود عدد المقاعد المتوفرة والمعلن عنها وفتح الباب امام ابنائهم المتحصلين على معدلات قريبة من 15 من 20 في مناظرتي «السيزيام» و» النوفيام» في ظل وجود مقاعد شاغرة داخل هذه المعاهد بنسبة تفوق ال50 بالمائة. وأشار الاولياء والتلاميذ المحتجون الى ضرورة الاخذ بعين الاعتبار ما وصفوه بالحيف الذي ميز معايير الإصلاح في الامتحانات وعدم اعتماد الترتيب التفاضلي في إلحاق التلاميذ بالمعاهد النموذجية رغم توفر المقاعد الشاغرة مشددين على ضرورة تراجع الوزارة عن قرارها قبل ان يجدوا أنفسهم مضطرين للتصعيد خاصة في ظل موجة الغضب التي تجتاح الجميع ممن هددوا بالدخول في اعتصام مفتوح الى حين تعديل الوزارة لموقفها. وشدد الاولياء المحتجون تمسكهم بضرورة فتح قائمة الانتظار لتمكين ابنائهم من الالتحاق بهذه المدارس النموذجية محملين وزارة التربية مسؤولية ما قد ينتج عن قرارها من تبعات معتبرين إياه مخالفا للقانون الذي ينص على انه يقع ترتيب المترشحين ترتيبا تفاضليا حسب المدارس الإعدادية النموذجية المترشح لها وفي حدود طاقة استيعاب كل مدرسة نموذجية. وللتذكير فان احتجاج أمس يندرج في إطار مواصلة التحركات الاحتجاجية العديدة التي انطلق الاولياء والتلاميذ في تنفيذها منذ اعلان وزير التربية حاتم بن سالم عن تحديد 15 من 20 كسقف للترسيم بالمؤسسات النموذجية وهي تحركات يبدو انها لن تجد اذانا صاغية لدى وزير التربية الذي صرح أمس انه لا يمكن باي شكل من الاشكال النزول عن المعدل المحدد لدخول» النموذجي «مشيرا الى انه في صورة تطبيق طاقة الاستيعاب فان المعدل سينزل الى 11 في ست ولايات وهو امر مرفوض وفق تعبيره. وأضاف حاتم بن سالم ان المنظومة التربوية طغت عليها سياسة البيع والشراء وانه لأول مرة في تاريخ تونس يرسب تلاميذ باكالوريا ينتمون للمعاهد النموذجية واصفا ذلك بالفضيحة مؤكدا ان 2770 تلميذ اطردوا من النموذجي بسبب ضعف معدلاتهم ما يستوجب ضرورة احترام مقاييس وشروط الدخول للمدارس والمعاهد النموذجية.