القدس المحتلة (الشروق) لا تزال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، تحمل رمزية سياسية لنكبة اللاجئين الفلسطينيين؛ ففي مخيمات اللجوء داخل فلسطين وخارجها يعتمد الفلسطينيون على مساعدات «أونروا» في حياتهم وعلاجهم وتعليمهم وعملهم. وأجمع الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة أن وكالة الغوث كانت ولا تزال عونًا دائمًا في مواسم الضيق المتصلة التي لا يزال الاحتلال الصهيوني السبب الأول فيها. ويأتي هذا الإجماع عقب القرار الأمريكي القاضي بوقف مساعداتها ل"أنروا". ودعت قوى وفصائل وشخصيات فلسطينية، إلى مواجهة قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترومب، وقف تمويل «أنروا»، مستنكرة القرار الأمريكي الذي عدته هدفا لتصفية قضية اللاجئين وتطبيقا لخطوات «صفقة القرن». فمن جهتها دعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، أمس، إلى مواجهة القرار الأمريكي، معربة عن رفضها واستنكارها لهدا القرار جملة وتفصيلا. وأكدت القوى في تصريح صحفي أمس وصل «الشروق»، أنه لا يحق للولايات المتحدة استمرار محاولاتها الدنيئة لإلغاء «الأونروا» التي تشكلت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، رقم 302 لعام 1949 ، والذي نص على وجوب قيام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بتقديم خدماتها في المجالات كافة إلى حين حل قضية اللاجئين من جوانبها كافة. كما دعت الجماهير الفلسطينية للانخراط في الفعاليات الجماهيرية والشعبية لرفض القرار الأمريكي في كل مكان بالأراضي المحتلة، وخارجه، وخاصة في مخيمات اللجوء الفلسطيني، والمشاركة الواسعة في مسيرات العودة وكسر الحصار، الجمعة القادمة تحت عنوان «عائدون رغم أنف ترامب»، لتوجيه رسالة واضحة لتلاحم شعبنا في رفض القرارات الأمريكية. وبدوره أكد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري، أن قرار واشنطن وقف دعم «أونروا»، خطوة أمريكية بتنسيق إسرائيلي، تكشف أهم بنود «صفقة القرن»، وهي شطب قضية اللاجئين وتصفيتها. وأشار الخضري في تصريح صحفي وصل «الشروق»، إلى أن هذه الخطة الأمريكية تظهر من خلال الطرح الأمريكي المتعلق بتعريف اللاجئ، وأن صفة «لاجئ لا تورث»، مضيفاً "ردود الأفعال الدولية لا تتناسب وحجم المخاطر المُحدقة باللاجئين ومستقبلهم وحقهم في العودة الذي هو حق مقدس". وعمّ الإضراب الشامل، أمس، وعلقت الدراسة في جميع مدارس «أونروا» في مخيمات قطاع غزة بعد رفض الوكالة الأممية استقبال مئات الطلاب للالتحاق بمدارسها بحجة أنهم ليسوا لاجئين. وخرج آلاف الطلاب في مدارس مخيمات البريج والنصيرات والمغازي في احتجاجات، وأغلقوا أبواب المدارس رافعين لافتات منددة بإجراءات «أونروا» التي حرمت 730 طالبا من الالتحاق بالصفّ الأول الأساسي في القطاع. وحول ما هو مطلوب فلسطينياً لوقف الإجراء الأمريكي؛ شدد رئيس دائرة شؤون اللاجئين بحركة حماس عصام عدوان، على ضرورة إيجاد حراك دولي تقوده السلطة الفلسطينية مدعوماً بالموقف الشعبي الفلسطيني وبالتعاون مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة في العالم. واضاف: «نحن نمتلك أغلبية في الجمعية العامة بالأممالمتحدة والتي يمكنها أن تحول دون إجراء أي تخفيض على تفويض الأونروا، بل يمكن من خلال هذه الأغلبية استصدار قرارات من شأنها تقديم الدعم المالي للأونروا ومساندتها». من جهة اخرى أعلن رئيس بلدية الاحتلال في القدسالمحتلة نير بركات، أنه عازم على وضع خطة لطرد وكالة الأممالمتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» من المدينة. وقال بركات في تصريح صحفي، نقلته القناة السابعة التابعة للمستوطنين على موقعها الإلكتروني امس: «إن الوكالة هي عامل أجنبي وغير ضروري، وأعتزم طردها من القدسالمحتلة». وأضاف رئيس بلدية القدسالمحتلة أنه أصدر تعليماته لموظفي البلدية المهنيين، لإعداد خطة عمل سيقدمها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإجلاء ال"أونروا" من المدينة.