عاشت الجماهير التونسية على وقع «خيبة» مريرة في المسابقة العالمية للمنتخب الوطني في روسيا، وما زاد في مرارة الانسحاب من الدور الاول وتواصل عقدة اللقاءات الثلاثة الاولى تلك التصريحات «العنترية» للمدرب الوطني السابق نبيل معلول التي تحدث خلالها عن ربع النهائي وبلغ حدّ مقارنة لاعبيه بأكبر النجوم العالميين في «حرب» نفسية وسعت جبهة المعارضة لمواصلته التجربة على رأس المنتخب ليخيّر المغادرة تاركا المشعل لفوزي البنزرتي الذي استنجدت به الجامعة لقيادة المنتخب في الفترة المقبلة. ولئن أسالت عملية تعيين البنزرتي مدربا للمنتخب الكثير من الحبر، فإن الواجب الآن يفرض وقوف الجماهير التونسية الى جانب منتخبها ومساندته لاقتلاع بطاقة العبور الى «كان» الكاميرون والذي ينتظر منه الجميع مشاركة مشرفة لمنتحبنا الذي غاب عن منصات التتويج من 2004. «الشروق» التقت المدرب ولاعب الافريقي والمنتخب سابقا كمال الشبلي للحديث عن حظوظ منتخبنا مع البنزرتي ونقاط الاختلاف بين طريقة تعامل المدرب السابق نبيل معلول والمدرب الحالي فوزي البنزرتي مع اللاعبين والمنافسين قبل اول مواجهة جديّة ل»النسور» بعد المونديال في ضيافة منتخب سوازيلاند في الجولة الثانية من التصفيات الافريقية. نتيجة ايجابية يرى كمال الشبلي ان منتخبنا الوطني مطالب بتحقيق نتيجة ايجابية تجعله يواصل تصدره لمجموعته بعد فوزه في الجولة الاولى على منافسه المباشر المنتخب المصري. كما اشار الشبلي الى ان المدرب فوزي البنزرتي سيبحث عن تحقيق فوز يمنحه ثلاث نقاط في اول مواجهة جدّية له على رأس المنتخب قبل ان يشرع بعد ذلك في عملية الترميم والاصلاح، مؤكدا على ان البنزرتي سيبحث في لقاء اليوم عن النتيجة قبل الاداء لانه يدرك ان الانتصار سيجعل المنتخب الوطني يخطو خطوة كبرى نحو التأهل لكأس الامم الافريقية على ان يشرع في الفترة المقبلة في الاصلاح. الشبلي بين ان البنزرتي يعرف جيدا المجموعة الحالية للاعبين ووجود المدرب المساعد مراد العقبي الذي كان الى جانب معلول سيفيده في الفترة الحالية. طريقة الضغط على المنافس في حديثه عن الاختلاف في طريقة العمل بين المدرب السابق والمدرب الحالي للمنتخب، بين الشبلي ان فوزي البنزرتي قام باستدعاء اللاعبين الاكثر جاهزية لهذا اللقاء وهو الذي يحبّذ في طريقة لعبه اعتماد سرعة اللاعب والضغط على المنافس وسرعة استرجاع الكرة وهي طريقة تميّز عمل البنزرتي عن سابقيه وبالتالي اختياره للتشكيلة اليوم سيكون مبنيا على هذه العوامل من اجل تحقيق انتصار على منتخب يبدو على الورق سهلا لكن يبقى الحذر واجبا خاصة ان الخارطة الافريقية تغيرت كثيرا وظهرت منتخبات جديدة كانت بالامس القريب مغمورة. الشبلي بين ان أكبر همّ البنرزتي في الفترة الحالية هو العودة بانتصار وتصدر المجموعة قبل الحديث عن الاصلاحات وهو ما سيجعله يعتمد على اللاعبين الاكثر جاهزية. الترميم بعد الترشح أكد الشبلي ان منتخبنا الوطني يعاني في السنوات الاخيرة من مشكل العقم الهجومي في ظل عدم توفر مهاجم كلاسيكي يمكن الاعتماد عليه مع تراجع الامكانات الفردية لمهاجمينا. وبين في السياق ذاته ان معلول تعامل مع هذا الاشكال بطرق اخرى حيث كان يعتمد على تركيز لاعبي رواق ممتازين لمعاضدة المهاجم، فالمنتخب اصبح يعوّل على لاعبي الاجنحة اكثر من المهاجم الصريح وهو ما يفرض على البنزرتي البحث عن مهاجم يتماشى مع طريقة لعبه لكن ذلك سيكون بعد ضمان التأهل ل»كان» الكاميرون. الشبلي أكد ان البنزرتي سيحظى هذه المرة بفرصة كاملة بعد ان كانت المرات السابقة التي اشرف فيها على المنتخب قصيرة وبالتالي سيمنحه ذلك الوقت الكافي للاصلاح واختيار التركيبة التي تتماشى مع قناعاته. البنزرتي مطالب باصلاح العقم الهجومي من خلال البحث عن مهاجم جديد ضمن المحترفين الى جابن اصلاح الدفاع واختيار تركيبة دفاعية متماسكة. الشبلي بين ان قائمة البنزرتي ضمت اكثر اللاعبين جاهزية خاصة ان الظرف وجيز منذ تعيينه على رأس المنتخب واول لقاء رسمي له وبالتالي عليه تحقيق الانتصار امام سوازيلاند ثم العمل على اصلاح المجموعة وضمان بطاقة العبور التي ستليها عديد اللقاءات الودية والتي ستمثل ابرز فرصة للبنزرتي حينها لتركيز اختياراته النهائية. كما بين الشبلي ان وجود المنتخب في مجموعة تضم مصر والنيجر وسوازيلاند ستمنحه العبور رفقة المنتخب المصري نظرا لتواضع باقي المنتخبات.