تحتضن مدينة الثقافة في الفترة من 19 إلى 28 أكتوبر 2018 الدورة التأسيسية الأولى للمعرض الوطني للكتاب التونسي في تنظيم لاتحاد الناشرين التونسيين وبدعم من وزارة الشؤون الثقافة. وفي لقاء ب«الشروق» كشف الأستاذ محمد الصالح معالج رئيس اتحاد الناشرين التونسيين والمدير التنفيذي للمعرض البعض من تفاصيل هذه التظاهرة الذي جاء بعد 5 سنوات من الانتظار. أخيرا... وبعد 5 سنوات من الانتظار أصبح للناشرين التونسيين معرض وطنيّ للكتاب؟ فعلا، لقد كان من ضمن أهداف اتحاد الناشرين التونسيين بعث معرض وطني خاص بالناشر والكتاب التونسيين... وعلى امتداد الخمس سنوات الأخيرة كنا نطالب بهذه التظاهرة وقد تقدمنا بعديد المطالب إلى وزراء الثقافة السابقين لأجل تحقيق هذا الحلم ولم نحصل إلا على الوعود دون الانتقال إلى مرحلة التنفيذ. ولما عرضنا هذا المشروع على الوزير الحالي للشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين أبدى تحمّسا له ولم يبخل علينا بالدعم والمساندة والتشجيع والمتابعة لمختلف مراحل الإعداد فقد حرصنا في اتحاد الناشرين التونسيين أن يكون هذا المعرض في 2018 سنة الكتاب والآداب وأن يصبح ضمن التظاهرات الثقافية الوطنية الكبرى ويأتي هذا الحرص في اتحاد الناشرين التونسيين لعديد الاعتبارات منها. أن الكتاب التونسي يعني أيضا الناشر التونسي الذي يتخبط في أزمة حادة لها علاقة بمسالك التوزيع والترويج فالناشر التونسي اليوم أصبح يعدل إنتاجه على معرض تونس الدولي للكتاب لذا تراه يحرص على طبع ونشر جديده لفائدة المعرض الدولي ويأتي هذا الاختيار نتيجة غياب المكتبات المتخصصة في الكتاب الثقافي والتي لا يتجاوز عددها ال10 مكتبات وبالتالي فإن القارئ الباحث عن هذه النوعية من المؤلفات لا يعثر عليها بيسر... لذا كان التفكير في تأسيس معرض وطني للكتاب التونسي وبالتالي فتح سوق ثانية للناشر التونسي لبيع وتوزيع وترويج المنتوج الفكري والثقافي والأدبي التونسي مع التأكيد أن هذا المعرض خاص بالناشر التونسي والكتاب التونسي ولن يعرض فيه أي كتاب غير تونسي. لكن هناك من الكتاب التونسيين من لهم مؤلفات صدرت لهم عن دور نشر غير تونسية؟ بالفعل هذه الإشكالية سنعمل على تجاوزها بتخصيص جناح للكتب التونسية الصادرة عن دور نشر عربية وأن تكون للعرض فقط مع العمل في ذات الوقت على تنظيم لقاءات وحوارات بين أصحاب دور النشر التونسية وأصحاب هذه المؤلفات لتقريب وجهات النظر على اعتبار أن إمكانات الطباعة والتقنيات لدى دور النشر في تونس تفوق بكثير ما هو متوفر في دور النشر العربية. هل سيكون المعرض مفتوحا لدور النشر التونسية دون استثناء؟ طبعا، ومن المنتظر أن يشارك في هذا المعرض ما بين 50 و60 دور نشر وتركنا حرية تحديد نسبة التخفيض على أن لا تكون أقل من ٪20. ولن يقتصر المعرض الوطني للكتاب التونسي على الجانب التجاري فقط بل سنعمل على أن يكون عبارة عن تظاهرة إبداعية كبرى من خلال برنامج ثقافي متنوع يتضمن أنشطة فكرية ومجالس للكتاب يديرها مبدعون وكتاب تونسيون إلى جانب تنظيم 4 مسابقات وطنية كبرى خصصت لها جوائز مالية هامة (5 آلاف دينار لكل مسابقة) وهي تهم: مسابقة الكتاب الموجه للطفل مسابقة الكتاب الفكري مسابقة كتاب الإبداع مسابقة الكتاب المترجم وسيعمل المعرض في ذات الوقت على تكريم 3 شخصيات أدبية فكرية سيتم الكشف عنها لاحقا إلى جانب تخصيص يوم للناشر التونسي. حملت الأيام القليلة الماضية احتجاج اتحاد الكتاب التونسيين لما اعتبره إقصاء متعمدا وتهميشا لدور المنظمة الأدبية العريقة وعدم تشريكها الفاعل في مراحل إعداد هذا المعرض؟ في البداية لا بد من التأكيد على عراقة ومتانة العلاقة التي تجمع اتحاد الناشرين التونسيين باتحاد الكتاب على اعتبار أنه تجمعنا مهنة واحدة ومشاكلنا وأهدافنا واحدة.. اتحاد الناشرين التونسيين يتكامل مع اتحاد الكتاب وقد التقيت الصديق صلاح الدين الحمادي رئيس اتحاد الكتاب التونسيين وتبادلنا الرأي في كل ما له علاقة بالنشر والكتاب والمعرض وما أؤكده أن اتحاد الكتاب التونسيين سيكون له حضوره المتوهج في المعرض على أكثر من مستوى.