لئن عبر بعض أهل قطاع الكتاب من شعراء وموزعين وناشرين عن استغرابهم من تغييبهم عن جزء من مراحل ضبط برامج التظاهرة، فإن جهات أخرى مختصة في مجالات ثقافية وفكرية وفنية رأت في توجيه نشاطها وعملها إلى العناية بالكتاب التونسي وإيلاء أهمية للقراءة والمطالعة يتنزل في إطار التأسيس لكل ما يدعم الكتاب والمبدع التونسي من خلال إعادة الاعتبار للكتاب وتقريب الكاتب التونسي خاصة من القارئ لتكون من أهم أهداف تظاهرة "ربيع الكتاب التونسي"في دورتها الأولى حسب ما أفاد به الحبيب العوني مدير الديوان بوزارة الثقافة في ندوة صحفية عقدت صباح أمس بدار الكتب الوطنية بالعاصمة خصصت لتقديم هذه التظاهرة الموجهة لأبناء تونس داخل كامل جهات الجمهورية لاسيما أنها تظاهرة تتزامن مع عطلة الربيع المدرسية والجامعية. كما سجلت هذه الندوة حضور ثلة من إطارات الوزارة المعنية بالكتاب والمطالعة وممثلين عن الجهات المشاركة في تنظيما كاتحاد الكتاب التونسيين ورابطة الكتاب الأحرار وغيرها من النقابات. وشارك في طرح تفاصيل التظاهرة في الندوة أيضا كل من هادية مقدم مديرة إدارة الآداب والنوري عبيد رئيس اتحاد الناشرين التونسيين وعلي المرزوقي مدير إدارة المطالعة العمومية ومحمد الهادي الجويني المندوب الجهوي للثقافة بتونس. وأكد مدير الديوان بوزارة الثقافة خلال نفس المناسبة أن هذه التظاهرة ستكون شاملة ومنفتحة على مختلف القطاعات الثقافية والفنية على غرار المسرح والسينما والفنون التشكيلية والموسيقى لتكون أيضا متاحة أمام كل التونسيين من خلال تقسيم ولايات الجمهورية إلى خمسة أقاليم تنطلق بالجنوب التونسي مرورا بولايات الوسط وصولا إلى إقليمتونس الكبرى في المحطة الختامية لمهرجان الكتاب وذلك في إطار اللامركزية الثقافية. من جهته أفاد رئيس اتحاد الناشرين أن "ربيع الكتاب التونسي"تعد استجابة عملية من سلطة الإشراف لمبادرة طريفة وعلى درجة من الأهمية كانت انتظمت خلال السنة الفارطة بدعوة من بعض الجهات والمجتمع المدني تمثلت في تحويل شارع الحبيب بورقيبة إلى فضاء للقراءة. لأنه يعتبر في هذه البادرة مساهمة عملية في الترويج للكتاب التونسي الذي يعاني عديد المشاكل. وأضاف محمد الهادي الجويني في ذات الإطار أنّ الدورة الحالية لهذه التظاهرة ستعمل على تدعيم تجربة السنة الماضية بالعاصمة التي حملت عنوان " الشارع يقرأ" لتكون في هذه التظاهرة تحت عنوان" أحفاد ابن خلدون يقرأون". وقال في ذات السياق:" سنعمل على استغلال الفضاءات الخاصة المطلة على شارع الحبيب بورقيبة فضلا عن الفضاءات العامة لتتحول إلى فضاءات للقراءة والمطالعة يتم خلالها توقيع ودعم بعض الكتب." خصوصية الجهات في العلاقة مع الكتاب وبيّنت هادية مقدم خلال هذه الندوة أن الجهات المنظمة حرصت في تحضيرها لهذه التظاهرة الوطنية الكبيرة على مراعاة خصوصية كل جهة في علاقتها بالكتاب بالاستجابة لطلب الناشطين في الميدانمن خلال تشريك الناشطين في المجالات ذات العلاقة بالكتاب وذلك من أجل انجاح هذه التظاهرة في دورتها الأولى حتى تكون فعلا دورة التأسيس والبناء. كما كشفت عن أبرز المحطات في برنامج التظاهرة المتمثلة في معارض كتب بكامل جهات الجمهورية وذلك بالساحات والمكتبات العمومية والمؤسسات الثقافية والتربوية والصحية ومحطات النقل. وبينت مديرة إدارة الآداب بوزارة الثقافة أن برنامج هذه التظاهرة تتضمن أيضا إحداث نواتات مكتبات بالقرى والأرياف بالمدارس الابتدائية في الوسط الريفي وبدور المسنين ومراكز ذوي الاحتياجات الخصوصية ومراكز السجون والاصلاح. وللتذكير فإن هذه التظاهرة تتزامن مع اليوم العالمي للكتاب الموافق ل23 أفريل القادم. لذلك سيكون الكتاب ملهما لبقية الفنون في تقديم عروض مسرحية وموسيقية وفنية وسينمائية في عديد الجهات من خلال اقتباس عروض من كتب وروايات وقصائد للشعر. كما تتزامن هذه التظاهرة مع الدورة العشرين لمعرض صفاقس الدولي لكتاب الطفل الذي ينطلق اليوم يوتاصل إلى غاية 30 منه. من جهة أخرى قدم مدير إدارة المطالعة العمومية أرقاما وبيانات حول دور المطالعة العمومية والمؤسسات الثقافية والكتب ونسب القراءة والأنشطة بالجهات لأنه يعتبرها مقاييس تساهم في توزيع خارطة ثقافية وعلمية في التعاطي مع الكتاب والمطالعة. وبين أنه توجد 385 مكتبة عمومية بكامل الجمهورية إضافة إلى المكتبات المتنقلة واعتبرها مكسبا لتونس والناشئة ودعا كل الجهات إلى العمل على ترغيب الناشئة والشباب خاصة في دخول واستغلال هذه المكاتب والاستفادة من الكم الهائل من الكتب التونسية. ندوات وطنية وكشف النوري عبيد عن محاور الندوات الوطنية التي تم ضبطها على هامش هذه التظاهرة وبيّن أنها أربعة ستتناول الأولى موضوع "الكتاب والإعلام" ستكون بإقليمتونس أما الثانية فتطرح مسألة "إشكاليات توزيع الكتاب التونسي وحماية التعبيرات الثقافية" وذلك بقفصة فيما تطرح الندوة الثالثة مسألة "توزيع الكتاب التونسي" ستحتضنها جندوبة أما الندوة الرابعة فتدور تحت عنوان " من المخطوط إلى الكتاب" وتدر بباجة وأكد منسق هذه الندوات أنها تستضيف مختصين في المجال من موريتانيا. هذا إضافة إلى ما يقارب 52 ندوة فكرية بكامل جهات الجمهورية ستنتظم حسب تأكيد النوري عبيد خلال أيام هذه التظاهرة فضلا عن الأنشطة الفكرية والأدبية المتمثلة في المحاضرات واللقاءات والقراءات الشعرية وحلقات النقاش وغيرها. حفل ختامي بالعاصمة كما بيّن المندوب الجهوي للثقافة بتونس أنه تم ضبط حفل اختتام هذه التظاهرة بالعاصمة وذلك بتحويل المسرح البلدي إلى فضاء للاحتفال الكتاب والمبدعين والناشطين في المجال وذلك بتنظيم سهرة فنية تحت عنوان " ليلة الكتاب التونسي" يوم30 من الشهر المقبل يتم خلاله تكريم الأدباء والشعراء المتوجين جهويا فضلا عن تخصيص جوائز مادية لأفضل قارئ وغيرها من الجوائز المحفزة على المطالعة والقراءة. وستكون كل المندوبيات الجهوية للثقافة بالجمهورية حاضرة في هذا العرس الختامي للكتاب.
