تمتد حديقة «لاقروت» على مساحة 4 هكتارات وسط مدينة الكاف. ورغم ميزاتها التاريخية والحضارية والثقافية إلا أن الإهمال حولها إلى بؤرة للانحراف والتلوث البيئي. فهل من حلول؟ الكاف (الشروق) الدكتور محمد التليلي بين أن فضاء الحديقة تشكلت معالمه منذ العهد الروماني بالقرب من الأحواض والخزانات – دار الكاهية حاليا – التي بعثها الرومان للمحافظة على كميات المياه المتدفقة من مرتفع جبل الدير ، وصفها بأنها « لو تدفقت بقوة لنسفت كامل مدينة الكاف «. ويحتوي الفضاء على آثار ترجع إلى قرابة 5 آلاف سنة منذ بداية الفلاحة والتفليح وتسمى «غار الصيد». ورغم القرائن الدالة على توفر عدة مواقع أثرية مردومة تحت الأرض إلا أنها لا زالت تنتظر الحفريات. وأضاف أن فضاء الحديقة كان يشكل منطقة سقوية توفر الأمن الغذائي لسكان الكاف إلا أنها تشهد اليوم نكسة وكسادا على مختلف المستويات. موقع استراتيجي تنفتح حديقة لاقروت على المعهد العالي للإعلامية وموقع السوق الأسبوعية وحي « أحمد الشريشي» والسوق البلدي ببنعنين وجملة من المحلات التجارية والمقاهي الشعبية والسياحية ، كما تنفتح على المنطقة الرومانية عبر الطريق الرئيسية من « سيكافينيريا» إلى رأس العين. وعلى انفتاح هذا الموقع وتوفر جميع السبل لتجعل منه متنفسا لأبناء الجهة إلا أنه يشكل نقطة توتر أو بؤرة سوداء. فكلما سألت المارة عن واقع الحديقة إلا وأصيبوا بالخجل وامتنعوا عن الإدلاء بتصريحاتهم الصحفية خشية ما يحدث داخلها من انحلال أخلاقي. فما يشد الانتباه داخلها هو اختيارها من قبل شباب الأحياء الشعبية المجاورة لإجراء مقابلات في كرة القدم بما يعكس تدهور البنية التحتية وعدم إيلاء الأنشطة الرياضية العناية اللازمة لمزيد تأطير الشباب وحمايته من الانحراف جراء غياب الفضاءات الترفيهية وملاعب الأحياء. كساد ترفيهي «لاقروت» كانت تشكل في سبعينات القرن الماضي متنفسا للأهالي وزوار الجهة. فهي الوجهة المفضلة آنذاك للاستمتاع بالجلوس في المقهى الذي سمي باسمها ونافورة المياه والفسقية التي تحاكي رومنة المكان. والمطلوب هو إعادة إحيائها وإعداد خطة كاملة من قبل الجمعيات ومكونات المجتمع المدني والجهات المعنية لصيانتها وحل مشاغل الأهالي من حولها. كارثة بيئية ما يثير الاستغراب في حديقة « لاقروت» هو تكدس الفضلات من الجهة الجنوبية وكثرة المياه الملوثة والمتدفقة وسط الممرات الرئيسية بالحديقة ، والغريب في الأمر هو أن النباتات التي غرست وزرعت في يوم ما للزينة تحولت إلى مرعى للحيوانات. أهالي الكاف وكل من يعرف تاريخ هذه الحديقة العريقة أطلقوا صيحة فزع وطالبوا بالتدخل العاجل لتأمينها وحسن استغلالها للترفيه وتقديم العروض الفنية والمسرحية خلال فصل الصيف. حلول مرتقبة مصدر مسؤول بالمجلس البلدي بالكاف بين أنه تم إدراج حديقة «لاقروت» ضمن مخطط التنمية 2016-2020 بكلفة جملية تناهز 2 مليون دينار وذلك ببرمجة مركب شبابي ورياضي وبعث ملعب حي بكلفة جملية تناهز 200 ألف دينار مع مقترح لإعادة تأهيل المسبح وفق دراسة يتم الاتفاق حولها مع المعهد الوطني لحماية التراث.