جدد الادعاء في المحكمة الدولية، اتهام دمشق وحزب الله باغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق، رفيق الحريري، إلا أن نجله سعد الحريري قال إن «الشهداء سقطوا لحماية لبنان لا لخرابه ولن نثأر». لاهاي (وكالات) وانطلقت أمس، المرحلة الثالثة من مراحل محاكمة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، بالمحكمة الدولية في لاهاي. وقال محامي الضحايا في مرافعته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي: «إن عملية اغتيال الحريري تمت في أجواء رافضة للوجود السوري في لبنان، وإن النظام السوري في صلب مؤامرة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، معتبرا أن «الأدلة التي تدين المتهمين باغتيال الحريري دامغة». واعتبر الادعاء في المحكمة الخاصة بلبنان: «أن المتهم الرئيسي في عملية الاغتيال، مصطفى بدر الدين، كان مسؤولا كبيرا في حزب الله، وخبرته العسكرية أوصلته لقيادة قوات الحزب في سوريا، وهذه الخبرة تجلّت في طريقة التحضير وتنفيذ عملية اغتيال رفيق الحريري». وأعاد الادعاء إلى الأذهان ما جاء في القرار الاتهامي، من أن مصطفى بدر الدين هو العقل المدبر لاغتيال رفيق الحريري. وأضاف المحامي العام لدى المحكمة: «الأدلة مقنعة وقوية وموضوعية من خلال الاتصالات وحجمها، وهواتف المتهمين توقفت عن التشغيل في وقت واحد، وتعكس التخطيط لتنفيذ المخطط، وعلى الرغم من محاولات حجب اتصالات المجرمين إلا أننا تمكنا من تحليلها».واعتبر أن: «لبنان دخل في مرحلة من الظلم والرعب والعنف منذ اغتيال الحريري». ومع بدء الجلسات الختامية، دخلت محاكمة المشتبه بهم، وجميعهم من عناصر «حزب الله»، في مرحلتها الأخيرة بعد 13 عاما من الاغتيال، الذي وقع وسط بيروت، وأودى بأرواح رئيس الوزراء الأسبق، و21 شخصا آخرين. وقتل الحريري الذي كان رئيس وزراء لبنان حتى استقالته، في أكتوبر 2004، في فيفري 2005، عندما فجر انتحاري شاحنة صغيرة مليئة بالمتفجرات لدى مرور موكبه في جادة بيروت البحرية، وأصيب 226 شخصا بجروح في عملية الاغتيال. والمتهم الرئيسي مصطفى بدر الدين، الذي يصفه المحققون بأنه «العقل المدبر» للاغتيال قتل، وبالتالي لن تتم محاكمته. ويبقى سليم عياش 50 عاما، المتهم بقيادة الفريق الذي تولى قيادة العملية، ورجلان آخران هما حسين العنيسي 44 عاما، وأسعد صبرا 41 عاما الملاحقان خصوصا بتهمة تسجيل شريط فيديو مزيف يتبنى الهجوم باسم جماعة وهمية. كما يواجه حسن حبيب مرعي 52 عاما، عدة تهم بما في ذلك التواطؤ في ارتكاب عمل إرهابي، والتآمر لارتكاب الجريمة. وسيكون القضاة في مواجهة قفص اتهام خال، في المحكمة التابعة للأمم المتحدة، والتي أنشئت في 2009، لمحاكمة المسؤولين عن اغتيال الحريري. وعلى الرغم من مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الخاصة بلبنان، رفض «حزب الله»، الذي ينفي أي تورط له في الاغتيال، تسليم المشتبه بهم. وبذلك سيحاكم المتهمون غيابيا، وحتى بدون الاتصال بمحاميهم، وهذا الوضع غير مسبوق في القانون الدولي منذ 1945. وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، الذي حضر جلسة أمس في لاهاي: «خلال أشهر سيصدر الحكم، وبالنسبة لي البلد هو الأهم، خاصة وأن رفيق الحريري والشهداء سقطوا لحماية لبنان لا لخرابه، ولم نلجأ إلى الثأر أبداً». وردّاً على سؤال حول اتهام «حزب الله» مباشرة باغتيال والده؟ قال الحريري: عندما أكون في هذا الموقع يجب أن أضع مشاعري جانباً، لننتظر القرار النهائي للمحكمة، وهدفنا أن نعيش سويا في بلدنا لبنان». وأضاف: «من ارتكب جريمة اغتيال رفيق الحريري سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً، ولننتظر القرار النهائي».