تشهد منطقتا المنيهلة وحدائق المنزه، هذه الفترة، أعمال سلب وسطو و"براكاجات"، في الليل وفي وضح النهار، دون خوف أو تردد...جرائم بشعة جعلت الأهالي يستغيثون ويطالبون بردع العصابات التي أصبحت تغزو الشوارع والأنهج. تونس الشروق: خلع الأبواب وسرقة السيارات والسطو على المنازل وتنفيذ "براكاجات" في الشارع ووسائل النقل، أعمال طبعت منطقتي المنيهلة وحدائق المنزه.وأصبحت العصابات ترتع بها لتروع المتساكنين وتسلب أموالهم و مصوغهم. ويرى عدد من التونسيين أن دخول المنطقتين فيه مجازفة وخطر. فبعض سواق «التاكسي» يتجنبون نقل حرفائهم الى هذه المناطق ليلا، خوفا من اعتراض سبيلهم أو أنهم يقعون ضحايا كمين من بعض العصابات، خاصة أن عددا من أصحاب سيارات الأجرة، تمت محاصرتهم وامتناع حرفائهم عن دفع معلوم تنقلهم، فقط لأنهم واصلوا الى منطقة المنيهلة ويمكنهم الاعتداء على «التاكسي» وعدم دفع الأموال. عصابات ...تتغول ليلا هذه الواقعة جدت مع العديد من أصحاب سيارات الأجرة ومواطنين يتم اعتراض سبيلهم من قبل مجهولين، أغلبهم متسلحون بسواطير وسيوف.وتمكنوا من بث الرعب في صفوف الأهالي الذين يطالبون بشكل يومي بمزيد تكثيف الدوريات الأمنية خاصة في الساعات المتأخرة من الليل. وقد أفاد مصدر أمني »الشروق» بأن منطقة المنيهلة وحدائق المنزه وكذلك حي التضامن ودوار هيشر وحي الشباب من ضمن المناطق المنتشرة بها الجريمة. وقد تم تسجيل العديد من الجرائم البشعة وال"براكاجات" المسلحة التي تستهدف السيارات والمنازل والمواطنين. وحسب نفس المصدر، فإن مظاهر الجريمة وتفشيها لم يعد يقتصر على منطقة معينة. بل يتم تسجيل جرائم مختلفة بمختلف مناطق تونس الكبرى، وبدرجة متفاوتة من منطقة الى أخرى، موضحا أن منطقة المنيهلة وحدائق المنزه تصنفان أمنيا من المناطق «الساخنة» التي تشهد العديد من جرائم السطو والقتل والاغتصاب والتعدي على الأملاك العامة والخاصة. من يوقف عربدة المنحرفين؟ وذكر نفس المصدر أنه تم تسجيل العديد من الجرائم بالمنطقتين المذكورتين. وإن العديد من المنحرفين كونوا عصابات مهمتهم قطع الطريق أمام المواطنين وسلبهم بعد تهديدهم بالأسلحة أو الكلاب، موضحا أن الأمر يتطور في بعض الأحيان الى استهداف الضحايا وطعنهم أو محاولة قتلهم إذا لم يستسلموا لأوامر العصابة. وتابع نفس المصدر أن عمل هذه العصابات لم يعد اعتباطيا. بل ممنهج ومدروس عبر تجنيد أطفال وشباب في حاجة الى المال للانضمام الى العصابة، ثم رصد بعض المنازل والسيارات وحرفاء البنوك لاعتراض سبيلهم وافتكاك أموالهم ودراجاتهم النارية. بنايات مهجورة وأكد نفس المصدر أن المنيهلة بها عدد من البنايات المهجورة التي أصبحت مرتعا للمنحرفين الذين يعقدون بها جلسات خمرية أو استهلاك مواد مخدرة، مضيفا أن بعض البنايات يتحصن بها المفتش عنهم في قضايا عدلية. وأشار نفس المصدر الى أن وحدات الحرس الوطني بالمنيهلة بصدد بذل مجهودات للتصدي للتجاوزات وعربدة بعض المنحرفين، الذين يقطعون الطريق أمام المارة خاصة في الساعات المتأخرة من الليل، مؤكدا أنه تم تسجيل العديد من الشكاوى من مواطنين تم اعتراض سبيلهم ليلا ومحاصرة سياراتهم بهدف السطو على أموالهم إضافة الى أنه تم تسجيل بعض القضايا المتعلقة بسلب دراجات نارية تستعملها هذه العصابات للقيام بأعمال نشل بطرقات العاصمة. آفة المخدرات من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني ل»الشروق» بأن الجريمة تهدد تلاميذ المنيهلة، وحدائق المنزه. إذ أن العديد من عصابات ترويج المخدرات أصبحت تستهدف هذه الفئة لترويج المخدرات داخل المعاهد مؤكدا أن العديد من التلاميذ أصبحوا يتعاطون أقراصا مخدرة. وتثير آفة المخدرات مخاوف الأولياء والمربين الذين طالبوا الجهات الأمنية في عديد المناسبات بالتصدي لتجاوزات تجار المواد المخدرة الذين أصبحوا يعربدون أمام المعاهد والمدارس الاعدادية لبيع هذه الآفة أو لغاية استقطاب أطفال بغاية ترويج أقراص مخدرة بها. ومع العودة المدرسية فإن هذه العصابات ستعمد الى استهداف التلاميذ واستقطابهم. دوريات وهمية كما شهدت منطقة المنيهلة العديد من التجاوزات، منها قيام بعض الأطراف بتركيز دوريات أمنية وهمية الغاية منها استهداف مستعملي الطريق وسلب أموالهم. كما تم الكشف عن دورية أمنية أخرى بالقرب من منزل السياسي لزهر العكرمي . هذه الواقعة تم تسجيلها في الأشهر الأخيرة. وقد أثارت جدلا واسعا. وتم اتهام الجهات الأمنية آنذاك بالتقصير. كما شهدت حدائق المنزه عمليات سطو مسلحة استهدفت احدى المؤسسات البنكية. وهو ما يعتبر خطيرا. ويؤكد تغول العصابات بالمنطقتين المذكورتين. والمطلوب هو مزيد القيام بالتعزيزات الأمنية.