كما توقّع الجميع ساءت الأحوال في الإفريقي وبدأ الجميع يتحدث عن بوادر أزمة بسبب الأخطاء التي وضعت المدرب البلجيكي جوزي ريغا في مأزق... ما يحدث في الفترة الحالية يذكر الجميع بما حدث في بداية الموسم الفارط تحت إشراف المدرب الإيطالي ماركو سيموني. تتتالى السنوات وتتشابه في الإفريقي والسبب بالتأكيد أخطاء الهيئة وإذا ألحق سليم الرياحي ضررا كبيرا بالإفريقي عندما «سلّم» الفريق إلى رضا الدريدي الذي تعاقد مع سيموني فإن الرئيس الحالي وضع الإفريقي على طبق من ذهب لسفيان الحيدوسي والنتيجة واحدة... بداية كارثية وأوضاع تؤشر لموسم صعب جدا... في مثل هذا الوقت من الموسم الفارط كان الإفريقي يعيش أزمة نتائج وكان الدريدي قد أكد أن المدرب «الجديد» في حاجة إلى المزيد من الوقت وكانت هناك فترة توقف البطولة وما أكثرها وقيل إن المدرب سيستغل تلك الفترة ولكن الوضع ازداد سوءا وتدخل الأحباء لاقتلاع الرجلين (الدريدي والرياحي). هل تستوعب الهيئة الدرس؟ المدرب الحالي للإفريقي وصل إلى نهاية النفق بسرعة قياسية والمسألة هنا ليست مسألة نتائج لأن الإفريقي تعوّد بالبدايات الصعبة وإنما هي مسألة مؤشرات سيئة جدا تؤكد أنه لا مفر من إبعاد المدرب الحالي. الهيئة الحالية مطالبة باستيعاب درس السنة الفارطة عندما مارست هيئة الرياحي سياسة الهروب إلى الأمام إلى أن انتهت شرعيتها «الجماهيرية». إبعاد ريغا شرّ لا بد منه التخلي عن المدرب كثيرا ما يكون خيارا سيئا لأن الاستمرارية هي التي تحقق النجاحات والمدربون لا يملكون العصا السحرية التي تغيّر واقع الأندية، لكن في بعض الأحيان يدفع بعض المدربين الهيئة إلى التخلي عنهم وأعتقد أن مدرب الإفريقي أغلق كل أبواب الصلح مع الأحباء واللاعبين والمحلليين وحتى مع أنصار الأندية الأخرى. المدرب الحالي ساءت علاقته بعديد اللاعبين وخاصة اللاعبين المفاتيح مثل الخفيفي والحداد والشماخي والذوادي ويحيى والعيادي، وأعتقد أن أي مدرب ساءت علاقته بأكثر من نصف الفريق لا يمكنه العمل وتحقيق النتائج حتى إذا تعلق الأمر بريال مدريد. السيد جوزي ريغا أثنى على بعض اللاعبين عند قدومه إلى الإفريقي مثل يحيى والخفيفي والذوادي ثم انقلب عليهم لأتفه الأسباب إذ قال للخفيفي عندما أعلمه أنه لم يجد الحلول الجماعية في أحد اللقاءات «أنت لاعب صغير واللاعب الكبير عليه أن يجد الحل» رغم أن أي مشاهد بسيط لكرة القدم يعرف أن دور المدرب يكمن في توفير حلول لحامل الكرة والعمل على هذا المستوى في التمارين لأنه من الطبيعي أن يضغط المنافس على حامل الكرة وقال للذوادي أنت كثير الكلام وقال للعيادي أنت لا تجري بما فيه الكفاية في الملعب رغم أن أبرز المدربين في العالم يطلبون من لاعب الوسط تجنب الجري بالكرة لأنه ليس لاعب جانبي أو مهاجم. كما قال العبقري جوزي أن أغلب اللاعبين مثل الحداد والشماخي لهم خصال لاعبي الفرق الصغرى وهذه همس له بها في الحقيقة الحيدوسي الذي سعى إلى تقزيم كل اللاعبين حتى ينتدب أكبر عدد ممكن من اللاعبين ولكن لسائل أن يسأل أين اللاعبين الذين انتدبهم الحيدوسي بضوء أخضر من المدرب إذ لم نجد من المنتدبين في التشكيلة الأساسية التي واجهت الملعب القابسي إلا المهاجم «ساسراكو». حجرات الملابس محرار النجاح بقطع النظر عن محدودية إمكانات المدرب والمؤشرات الكثيرة التي توحي بل تؤكد أنّه لن ينجح مع نادي باب الجديد فإن الأجواء داخل حجرات الملابس توحي هي الأخرى بأن الاستغناء عن المدرب الحالي أمر حتمي ويعرف الجميع أن نظافة حجرات الملابس والأجواء بين اللاعبين وعلاقة المدرب باللاعبين أمر أساسي في بناء فريق ناجح وبما أن الأجواء في حجرات الملابس أصبحت لا تطاق بل كانت لا تطاق منذ فترة فإن الهيئة مطالبة بالتدخل. رئيس الفرع أحاط اليونسي علما ما هو مؤكد أن عديد الأطراف داخل الفريق اكتشفت منذ الأيام الأولى للتحضيرات أن النجاح مستبعد مع المدرب الحالي ويأتي في مقدمة هؤلاء رئيس فرع كرة القدم السيد حمزة الوسلاتي الذي كان دائما ينقل إلى رئيس النادي الصورة كاملة وكان يطالب بالتدخل ولكن اليونسي كان دائما يؤجل التدخل لأن هناك من يؤكد له أن القادم أفضل ويأتي في مقدمة هؤلاء سفيان الحيدوسي ومستشار الرئيس عبد الباسط. هناك طرف آخر من داخل الإفريقي حاول التدخل والتصدي للمدرب أو على الأقل لفت نظره لما يحصل وهو المساعد عمر حمودة لكنه لم يجد إلا الصد من المدرب البجلكي بل أكثر من ذلك فقد حاول استفزازه أكثر من مرة أمام اللاعبين بالإاشرة إليه أنه مجرد مساعد. التغيير قرار لا رجعة فيه لأن الاتصال برئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية أو حتى رئيس كوريا الشمالية أسهل بكثير من الاتصال برئيس الإفريقي وهذه معضلة أخرى فإنه لا أحد بإمكانه معرفة ما يحصل في نادي باب الجديد وما سيحصل في المستقبل ولكن المحيطين بالسيد اليونسي أكدوا أن هذا الأخير قرر إدخال تغيير على الإطار الفني للفريق إذ أشار رئيس الإفريقي إلى أنه قرّر الاستنجاد بمدرب تونسي لن يكون مجرد مساعد حسب تعبيره وهذا يعني أنه قد يستنجد بأحد المدربين المعروفين وقد ذكر بعض الأسماء مثل نبيل الكوكي ولسعد الدريدي وهذا يعني أنه قد يحيل المدرب جوزي ريغا على الإدارة الفنية كما بالإمكان إقناعه بخطة «المانجار العام» بما أن إقالته صعبة جدا. رئيس لجنة الأحباء يرمي المنديل أعلن رئيس لجنة الأحباء السيد التومي بن فرحات عن استقالته وذلك على صفحته الخاصة والحقيقة أن المسؤول المذكور كان عبر عن قلقه من الوضعية العامة منذ فترة لأنه لا يقبل التهجم على شخصه مهما كانت الظروف ولكن ما حصل في نهاية الأسبوع الماضي هو الذي فرض عليه الاستقالة إذ كان على امتداد عديد الأسابيع على اتصال برؤساء الخلايا الذين بدؤوا يطالبون بالاجتماع مع رئيس النادي لكن هذا الأخير رفض الرد على مكالماتهم فقرروا الالتجاء إلى رئيس لجنة الأحباء ولكن عندما قرر اليونسي الالتقاء برؤساء الخلايا لم يكلف نفسه حتى إعلام رئيس لجنة الأحباء بهذا الاجتماع فقرر الأخير الاستقالة.