تونس (الشروق) أجواء ساخنة شهدتها أمس أغلب المندوبيات الجهوية للتربية وبعض المدارس الإعدادية والمعاهد النموذجية التي تعطلت الدروس في البعض منها جراء احتجاجات الأولياء والتلاميذ ممن حرموا من الالتحاق بها بسبب حصولهم على معدلات أقل من 15 من 20. احتجاجا على حرمان أبنائهم من الالتحاق بالنموذجي، اقتحم أمس بعض الأولياء بولاية القصرين المعهد النموذجي بالجهة مما تسبب في تعطل الدروس بعد المساندة العريضة التي أبداها التلاميذ المرسمون بالمعهد لزملائهم المحتجين ضد قرار وزير التربية القاضي بعدم قبول أي تلميذ تحصل على معدل دون ال15 في مناظرتي "السيزيام" و"النوفيام ". هذا التحرك الاحتجاجي لم يقتصر على ولاية القصرين فحسب. بل شمل كذلك عديد الجهات الأخرى التي التحق فيها الأولياء والمربون بالمندوبيات الجهوية للتربية للتنديد بتجاهل سلطة الإشراف لنداءات الاستغاثة التي أطلقوها طيلة أشهر وبالمراسلات المتكررة الداعية الى مراجعة وزير التربية حاتم بن سالم لقراره والأخذ بعين الاعتبار حجم الشغور الحاصل في أغلب المؤسسات النموذجية والذي قدرته عضو التنسيقية الوطنية للأولياء والمربين منية شواري بحوالي أربعة آلاف مكان شاغر . و أضافت منية شواري أن التنسيقية الوطنية للأولياء والمربين تقدمت بقضية إدارية ضد وزير التربية بتهمة خرقه القانون من خلال إصداره المنشور المتعلق بعدم قبول أي تلميذ للالتحاق بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية النموذجية تحصل على معدل أقل من 15 من 20 رافضا اعتماد مقياس طاقة الاستيعاب ونسبة الشغور مثلما ينص على ذلك قانون المناظرات . وأشارت عضو التنسيقية الى أن الامتحانات التي وردت بالمناظرتين ( السيزيام والنوفيام ) غير متطابقة مع البرامج التي تلقاها التلاميذ خلال السنة الدراسية . كما أن مقاييس الإصلاح كانت مغلوطة ومجحفة بشهادة أغلب المدرسين . و في بلاغ أصدرته نهاية الأسبوع المنقضي ، دعت التنسيقية الوطنية للأولياء والمربين الى تنفيذ وقفات احتجاجية في ساحة الحكومة بالقصبة بالنسبة الى تونس الكبرى وأمام المندوبيات الجهوية للتربية في باقي الولايات مؤكدة على ضرورة أن يكون حضور الأولياء والمربين مكثفا صحبة أبنائهم في لباسهم المدرسي النموذجي والمحفظة المدرسية للاحتجاج ضد قرار وزير التربية . وأشارت التنسيقية الى أن الدروس ستنطلق بداية من يوم أمس الاثنين 17 سبتمبر الجاري بساحة الحكومة التي اختارتها فضاء نموذجيا لتدريس أبنائهم مؤكدة تمسكها بضرورة أن يقع ترتيب المترشحين ترتيبا تفاضليا حسب المدارس الإعدادية النموذجية المترشح لها وفي حدود طاقة استيعاب كل مدرسة نموذجية ومراجعة القوانين والمناشير الحالية بما يخدم مصلحة التلميذ التونسي ويدعم قدراته على التميز . وكان وزير التربية حاتم بن سالم قد أصدر قرارا يقضي بتحديد معدل 15 من 20 كسقف أدنى وشرط أساسي لقبول التلاميذ بالإعداديات والمعاهد النموذجية رافضا جملة المقترحات التي قدمها أعضاء التنسيقية الوطنية للأولياء والمربين كاعتماد الشغور وطاقة الاستيعاب الأمر الذي أثار احتجاجات عديدة في صفوف التلاميذ وأوليائهم ممن اعتبروا في ذلك ظلما وحيفا لهم.