عاشت مناطق جنوب العاصمة الليبية طرابلس خلال اليومين الماضيين حربا هي الأسوأ منذ عملية فجر ليبيا التي أطلقها تحالف من المجموعات المسلحة سنة 2014 وذلك في وقت أكد فيه المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي ان قواته ستتحرك الى طرابلس في الوقت المناسب. طرابلس (وكالات) وأكّدت أمس تقارير ليبية أن قصفا مدفعيا وصاروخيا لم يتوقف منذ حوالي 24 ساعة بينما يدعي كل طرف تحقيق تقدم على الطرف الآخر مع عدم وجود أي إحصائيات واضحة لأعداد القتلى والجرحى سواء في طرف المتقاتلين أو المدنيين. وكشفت التقارير الميدانية ان عشرات المنازل أُصيبت ومئات الأسر نزحت أو بقيت عالقة في مناطق الاشتباك بينما دعت الأممالمتحدة المتقاتلين الى وقف اطلاق النار عبر تغريدات لها على موقع تويتر. وعلى الرغم من دعوات بعثة الاممالمتحدة للمقاتلين باحترام الاتفاق الموقع بينهم في الزاوية لوقف إطلاق النار إلا أن الاشتباكات عادت وبشكل أعنف وأكثر حدة. فيما طالت القذائف عدّة أحياء خارج نطاق القتال. وأكدت مصادر أمنية رفيعة من وزارة داخلية حكومة الوفاق الليبية أن بعثة الاممالمتحدة دعت للتهدئة بينما قامت مساء أمس الاول الخميس بإجلاء عدد من كبار موظفيها إلى تونس. ومن جهته أعلن المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الليبية، أن قواته لم تشارك في الاشتباكات الجارية في العاصمة الليبية طرابلس منذ أكثر من أسبوعين. وأكّد حفتر خلال مراسم تكريمه من قبائل العواقير: «الوحدات التي تتحرك في طرابلس الآن ليس للجيش (طبرق) أي علاقة بها على الإطلاق، وكل تلك التحركات ارتجالية». وتابع المشير، أمس: «نحن لم نتحرك في طرابلس بعد، ولكن حينما نرى الوقت المناسب سنتحرك لطرابلس، وستسير الأمور بشكلها الصحيح». وأضاف: «قادة مليشيات طرابلس بدأوا بشكل وطني للدفاع عن عوائلهم وأحيائهم ولكنهم أصبحوا أغنياء، ومجرمين، وننصحهم بمغادرة ليبيا، أو مواجهة القانون، أو المصالحة مع المجتمع». واتهم حفتر حكومة الوفاق الليبية بدعم ما سماها «مليشيات طرابلس»، مهددا بالقول: «القانون سيلاحق الجميع». وأعلنت وزارة الصحة بحكومة الوفاق، المعترف بها دولياً، أن حصيلة الاشتباكات وصلت إلى تسعة قتلى و13 جريحاً، مؤكدةً أن الأرقام مرجحة للارتفاع بسبب استمرار المواجهات. كما أشارت إلى نزوح ما يقارب من 300 عائلة من مناطق الاشتباكات. ولا تزال حكومة الوفاق عاجزة عن إجبار الميليشيات المتصارعة على وقف القتال والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بينها برعاية أممية في 6 سبتمبر الجاري. وفي نفس السياق دعت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، جميع الفرقاء في ليبيا، خاصة الميليشيات التي يقودها صلاح بادي، إلى الالتزام بوقف فوري لإطلاق النار في العاصمة طرابلس، معتبرة أن استهداف المدنيين والمنشآت يعتبر من جرائم الحرب. وحذّرت البعثة الأممية في تغريدة نشرت على صفحتها بموقع «تويتر»، مساء أمس الاول من استمرار القتال في العاصمة طرابلس، إذ توّعدت «كل العابثين بالأمن بالملاحقة الجنائية الدوليّة»، وطلبت من المناطق العسكرية المكلّفة بفض الاشتباكات التدخل الفوري في مناطق الاشتباك ودعم فرق وقف إطلاق النار العاملة على الأرض. رأي خبير فرج زيدان، المحلل السياسي الليبي قوات الجيش الليبي بقيادة حفتر لا تريد أن تعرقل الحل السياسي بتدخلها في طرابلس، ولكن إذا استمرت هذه الميليشيات في العاصمة، فسوف تضطر القيادة العامة للقوات المسلحة إلى التدخل بشكل فوري.