منذ اختتام الموسم الصيفي يتساءل متابعو القنوات التلفزية التونسية عن برمجة خريف شتاء 2018 و2019 التي من المفروض ان تنطلق مع دخول شهر سبتمبر في المقابل بقيت هذه القنوات وفية لمسلسل الإعادات الذي اختنق به المشاهد طوال اشهر الصيف اذ اختارت هذه الفضائيات الاستقالة الجماعية مستنجدة ببرامج ومسلسلات قديمة تجاوزها الزمن... مشهد تحول الى ظاهرة تعيش على وقعها الفضائيات التونسية خلال الموسم الصيفي اذ وجد المشاهد نفسه في مواجهة مع مجموعة من البرامج المستهلكة بعد ان كان في انتظار مادة تريحه من حالة الهيجان والفوضى التي عاش على وقعها طوال شهر رمضان وحتى الموسم الصيفي لكن من الواضح ان التلفزات التونسية تحولت الى فضاءات تجارية بامتياز دون مراعاة للجانب التثقيفي والترفيهي ودون مراعاة المشاهد فبمجرد جمعها للمليارات من وراء الإشهار الذي أرهقت به المشاهدين خلال شهر رمضان ركنت للراحة. وإن كان هذا التوجه لبعض التلفزات طبيعيا لدى البعض لان الإنتاج البرامجي يتقلص في فصل الصيف باعتباره موسم المهرجانات ،فأين اذن البرمجة الشتوية التي من المفروض ان تكون قد انطلقت منذ اسابيع فالوطنية الأولى وان اعلنت عن جزء من برمجتها الا انها مازالت بصدد بث عدد من المسلسلات القديمة نفس الشيء بالنسبة للحوار التونسي وقناة التاسعة اما قناة حنبعل فهي اعلنت افلاسها رسميا وسلمت شاشتها لعدد من المسلسسلات الأجنبية... ما تعيشه الفضائيات التونسية من فراغ برامجي هو نتيجة توجهها نحو الإنتاج الموسمي والتركيز فقط على شهر واحد وهو شهر رمضان هذه الاستراتيجية المغلوطة لبعض الفضائيات التونسية أدت بالضرورة الى هجرة المشاهد الى الفضائيات العربية. أزمة ليست بجديدة على هذه التلفزات فهي تنتج فقط لشهر واحد وتستغل تلك البرمجة لبقية السنة مما عمق الهوة بينها وبين جمهورها...