سقط عشرات القتلى والجرحى جراء هجوم مسلح استهدف امس عرضا عسكريا في مدينة الأهواز جنوب غربي إيران فيما توعدت قيادة الحرس الثوري الإيراني المتورطين في الهجوم بأن الرد على الاعتداء سيكون «قاصما». طهران (وكالات) وأعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، مجتبى ذوالنوري، عن ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم إلى 29 قتيلا و57 جريحا، وذلك بعد أن أكدت وكالة «إرنا» الرسمية، نقلا عن مصدر مسؤول، مقتل 24 شخصا. وقالت وسائل إعلام إيرانية عقب الحادث إن مسلحين هاجموا قوات الجيش والحرس الثوري الإيراني خلال عرض عسكري في مدينة الأهواز بجنوب غربي البلاد، في ذكرى الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988). وأفادت تقارير اعلامية بأن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، غادر العرض العسكري المماثل في طهران بعد نبإ الهجوم المسلح في الأهواز. وأعلن المتحدث باسم «جماعة الأهواز»، يعقوب حر التسطري، خلال لقاء مع قناة «إيران انترناشيونال» تبني الجماعة الهجوم على العرض العسكري في الأهواز. كما تبنى الهجوم لاحقا تنظيم «داعش» الارهابي. وقال التسطري، إن المقاومة الوطنية الأهوازية هي المسؤولة عن الهجوم، موضحا أن «الهجوم هو انتقام للقمع، الذي يتعرض له العرب في الأهواز»، مضيفا أنه «لا طريق لنا سوى المقاومة». وقد حمل الحرس الثوري هذه الجماعة المسؤولية عن الهجوم، مشيرا إلى القضاء على 4 مسلحين.وأشار المتحدث باسم الحرس الثوري أن هذه الجماعة استهدفت سابقا المعسكرات الصيفية السنوية، التي يقيمها الباسيج. بدوره قال مساعد القائد العام للحرس الثوري للشؤون السياسية، العميد يدالله جواني، في تصريح إلى وكالة «فارس»، إن الرد على الهجوم الدموي سيكون «قاصما وباعثا على الندم»، مهددا «الإرهابيين وداعميهم في المنطقة والعالم» بأنهم سيدفعون قريبا ثمنا باهظا. وأشار المسؤول إلى أن تدبير الهجوم على العرض العسكري الذي نُظّم وسط حضور شعبي لم يكن مهمة صعبة ولا قيمة عسكرية له، مضيفا أن هذا الاعتداء لن يفلح في زعزعة عزم الشعب والقوات المسلحة الإيرانية على «مواصلة طريق الثورة». بدوره شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، عقب الهجوم أثناء العرض العسكري في مدينة الأهواز جنوب غربي البلاد امس، على أن طهران تتوعد برد «ساحق ومدمر» . وأفادت وكالة «فارس» بأن روحاني أجرى، عقب الهجوم الذي أودى بأرواح 29 شخصا على الأقل، اتصالين هاتفيين مع وزير الداخلية، عبد الرضا رحماني فضلي، ومحافظ خوزستان، غلام رضا شريعتي، بهدف الاطلاع على آخر التقارير حول الاعتداء، وأوعز ب»منح أقصى الاهتمام بالوضع الصحي للمصابين». كما أصدر رئيس البلاد أوامره إلى وزارة الأمن بتعبئة إمكانات جميع أجهزتها لمعرفة منفذي الهجوم وكشف صلاتهم داخل البلاد وخارجها والتصدي بشكل قاطع لكل من لديه يد في الاعتداء. من جهة أخرى قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نظيره الإيراني حسن روحاني تعازيه في ضحايا الهجوم المسلح الذي استهدف امس عرضا عسكريا في مدينة الأهواز جنوب غربي الجمهورية الإسلامية. وشدد بوتين، حسب بيان صدر عن الكرملين، في برقية بعث بها إلى روحاني، على استعداد موسكو لتكثيف التعاون مع طهران في مجال مكافحة «شر الإرهاب»، معربا عن استيائه إزاء «الجريمة الدامية» التي أودت بأرواح 29 شخصا على الأقل. وأبدى بوتين أمله في إجبار جميع المتورطين في الهجوم على تحمل المسؤولية، مشيرا إلى أن ما حدث في الأهواز امس «يذكّر بضرورة محاربة الإرهاب بلا رحمة في جميع أشكاله».