يتنزل حوار رئيس الجمهورية عشية اليوم في سياق خاص متسم بتفاقم الأزمة السياسية اثر تمسك كل الاطراف بمواقفها وبتطورات وانقسامات كبرى في حزب النداء واعلان المنظمة الشغيلة للاضراب العام وتعاظم الحيرة في صفوف الشعب التونسي من الوضع الراهن ومن ضبابية المستقبل. تونس- الشروق- كل هذه المستجدات ترفّع في سقف الانتظارات من مضمون ماسيدلي به الباجي قائد السبسي. ومن المنتظر ان يدلي رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي عشية اليوم بحوار تلفزي يأتي على كل هذه المحاور التي تأمل من خلالها مختلف الأطياف السياسية في التدخل لحسم الازمة السياسية انتظارات النداء كبيرة من حوار رئيس الجمهورية من جانبه اعتبر القيادي في حزب نداء تونس انيس معزون في تصريحه للشروق أن انتظارات الحزب كبيرة من حوار رئيس الجمهورية حيال الوضع السياسي العام المتسم بالتأزم وحيال الوضع الخاص لنداء تونس بعد موجة الاستقالات التي باتت تهدد كيانه في العمق. وقال معزون ان الرئيس الشرفي لنداء تونس ومؤسس الحزب الباجي قائد السبسي له سلطة معنوية وحنكة كبيرة ونظرة استشرافية تجعل مناضلي الحزب في ترقب المبادرة الاخيرة لانقاذ نداء تونس وجمع شتاته بعد مضي قيادته في سياسة الهروب الى الامام الى حد بلوغ حالة الخطر وانتفاض القواعد وكذلك في طرح المخرج الضروري من الازمة السياسية الحاصلة والتي دخلت نفقا مظلما بتعطل مصالح الادارات العمومية و دخول البلاد في حالة من الشك لا تعاضد الاستثمار ولا تؤسس لمناخ انتخابي نقي. حلول توافقية جماعية وخلص عضو المكتب السياسي لحركة النهضة و المستشار السياسي لرئيسها لطفي زيتون في تصريحه للشروق أن المأمول من خطاب- حوار رئيس الجمهورية ان يدعو الى الحوار وفتح قنواته من جديد ازاء الازمة السياسية معتبرا ان خيار الذهاب الى البرلمان ( في اشارة الى تفعيل الفصل 99 من الدستور ) قد يعمق الازمة الحاصلة في رأيه. ولاحظ زيتون ان رئيس الجمهورية بوسعه اتخاذ جملة من الاجراءات من شأنها تفكيك الازمة عبر آلية الحوار التي تفضي الى قرارات جماعية تشاركية. رؤية تحرير الوضع وتجميع العائلة الوسطية واعتبر النائب في حزب افاق تونس وعضو كتلة الائتلاف الوطني كريم الهلالي في تصريحه للشروق أن الدعوات الى تفعيل الفصل 99 من الدستور وراءها اطراف لاتريد الخير لا للبلاد ولا لرئيس الجمهورية على اعتبار ان نتائج المضي في هذا القرار مهما كانت لاتحل الازمة بل تزيد في انتشارها على مستوى كل مؤسسات الدولة سيما وان البلاد مقدمة على تمرير قانون المالية وملتزمة بجملة من التعهدات الدولية التي تقضي ضرورة بانهاء الازمة لا تفريعها. ويأمل الهلالي ان يوظف رئيس الجمهورية خبرة السنين الطوال والحنكة في فض الازمة السياسية وتحرير الوضع بدلا من الاصطفاف في احد شقي الصراع السياسي اليوم معتبرا ان حل الازمة السياسية يمر عبر اجراء تحوير وزاري معمق اثر احالة مشروع قانون المالية على البرلمان. ولاحظ الهلالي ان رئيس الجمهورية يحمل راية داخل النداء باعتباره الرئيس الشرفي للحزب ومن هنا يمكنه التدخل في سياق تطويق الازمة التي اثرت على الاستقرار السياسي في البلاد وعلى اختلال التوازن السياسي والذي بات يتطلب ضرورة تجميع العائلة الوسطية قبل المواعيد الانتخابية الكبرى. الخيارات صارت معدومة ومن جهته يرى القيادي في حزب المبادرة محمد الصافي الجلالي من خلال تصريحه للشروق أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي هو المنتخب الوحيد من قبل الشعب وهو المؤهل لحسم الأزمة السياسية غير ان الحلول المتاحة امامه صارت منعدمة نتيجة خذلانه من قبل حزبه نداء تونس. واعتبر الجلالي ان البلاد تمر بأزمة سياسية حقيقية جعلت الجميع في حيرة ازاء حدوث وقائع تتنافى مع المنطق السياسي ويصعب حتى تحليلها واستشراف نتائجها من ذلك السياحة الحزبية التي تبني في كل مرة توازنات في المشهد السياسي سرعان ماتتلاشى لتأتي توازنات اخرى بديلة عنها وحول مايروج بشأن امكانية لجوء الباجي قائد السبسي الى خيار تفعيل الفصل 99 من الدستور استبعد الجلالي ذلك بداعي غياب وزن برلماني يدعم هذا الخيارمضيفا بان الحل الوحيد الذي كان متاحا تأخر كثيرا وهو تدخل الرئيس في مسار الانقاذ منذ مدة من داخل حزبه نداء تونس بدل ترجيح كفة ما في الصراع السياسي. لم يبق غير تفعيل الفصل 99 في المقابل يرى الامين العام لحزب التيار الديمقراطي و عضو الكتلة الديمقراطية في البرلمان من خلال تصريحه للشروق انه لم يبق من حلول دستورية امام رئيس الجمهورية سوى تفعيل الفصل 99 من الدستور في ظل فقدان الثلث البرلماني الذي يمكنه التقدم بعريضة تجديد الثقة في الحكومة وفي ظل امتناع رئيس الحكومة عن خيار الذهاب الى البرلمان. واعتبر الشواشي ان رئيس الجمهورية بشكل او بآخر هو جزء من الازمة السياسية الحاصلة في البلاد من منطلق انه المسؤول عن اطلاق دعوة سحب الثقة من حكومة الحبيب الصيد وصاحب مبادرة وثيقة قرطاج الاولى ومشروع وثيقة قرطاج 2 والمسؤول ايضا عن فرض رئيس الحكومة يوسف الشاهد. وقال الشواشي ان حزبه كطرف معارض لا يأمل من حوار رئيس الجمهورية الكثير سوى تنقية المناخ السياسي وتهيئة كل الظروف للانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2019وذلك من منطلق الاقرار بأن منظومة الحكم الحالية فشلت فشلا ذريعا وتتنزل في تفاصيلها خيارات غير ناجعة من رئيس الجمهورية في رأيه كاطلاق مبادرات فرقت التونسيين ومنها قانون المصالحة ومبادرة المساواة في الميراث بين الجنسين و تنقيح قانون المخدرات والتحالف مع حزب حركة النهضة. وشدد الشواشي على ان خروج رئيس الجمهورية للاعلام يفترض فيه ان يحمل الجديد ويبث رسائل طمأنة لعموم التونسيين وهو الامر الذي يدفعه اليوم الى تفعيل الفصل 99 من الدستور في سياق حلحلة الازمة السياسية