من الانجازات التي تحققت للفنانين التشكيليين التونسيين ايام قرطاج للفن المعاصر في دورتها التاسيسية ورغم نبل المبادرة عرفت الدورة التاسيسية جناية حقيقية على تاريخ الفن التشكيلي تونس (الشروق) تم تكليف الدكتور الحبيب بيدة بالاشراف على معرض الثمانينات في اطار ايام قرطاج للفن المعاصر في مدينة الثقافة وذلك بالاشراف على اعداد معرض يكون معبرا عن تجربة الثمانينات في الفن التشكيلي التونسي وهي التجربة الاهم حسب النقاد والمتابعين لتطور التجربة التشكيلية ومن ابرزهم الناقد والشاعر علي اللواتي الذي اعتبر ان تجربة الثمانينات جسدت القطيعة الحقيقية مع مدرسة تونس وهي القطيعة التي عمقت ما بداته مجموعة الستة اواخر الستينات والدكتور الحبيب بيدة رسّام واكاديمي بارز ساهم منذ السبعينات في التجربة التشكيلية التونسية كما كان من ابرز الآكاديميين التونسيين الذين تخرجت على ايديهم اجيال من الطلبة ومن اساتذة الجامعة في المعاهد العليا للفنون كما كان آحد مؤسسي تجربة شيم في مطلع التسعينات التي لم تتواصل للاسف رغم ما تميزت به من جراة في الطرح الفني وفي تسويق اللوحة وتقريبها من عشاق الفن وهو ما ازعج « اباطرة الفن التشكيلي « انذاك فتوقفت التجربة بل اجهضت الجناية عندما تجولت بين اللوحات التي اختارها الدكتور الحبيب بيدة في معرض الثمانينات اصبت بخيبة كبيرة بل استغربت كيف يستطيع جامعي مرموق مثل بيدة ان ينسى فنانين كبارا مثل الحبيب بوعبانة وامحمد مطيمط وفوزي الشتيوي ومنصف بن عمر رحمهم الله ونجا المهداوي والطاهر المقدميني ومتربي بوصندل وبغدادي شنيتر ومختار هنّان وغيرهم ! فالاكيد انه لا يمكن ان يتضمن المعرض كل الرسامين التونسيين ولكن ماهي قيمة معرض ليس فيه بوعبانة او مطيمط ؟ فهل نسي بيدة كل هؤلاء الكبار من الموتى والاحياء ؟ ام اقصاهم لانهم حسب تقييمه ليسوا جديرين بان يكونوا في اول مهرجان للفن المعاصر وهم الذين كانوا من اوائل المجددين ؟ او ربما لانهم ليسوا دكاترة في الجامعة مثله ومثل تلاميذه ؟ في كل الحالات لا يمكن للحبيب بيدة ان يجد مبررا واحدا لآقصاء كل هؤلاء وغيرهم وهي جناية رمزية تمس من مصداقيته العلمية وصفته الاكاديمية التي تفترض الدقة العلمية واحترام المعطيات التاريخية بغض النظر عن المواقف الشخصية من أي تجربة .