يستقبل فضاء «عين» يوم السبت المقبل (18فيفري) أعمالا لنخبة من الرسامين التونسيين الذين برزوا في العشريتين بعد الاستقلال وساهموا في خلق روح المعاصرة التي بدت واضحة في أعمالهم الفنية المتنوعة. والأعمال التي ستعرض يوم السبت هي لكل من حبيب بوعبانة وبادي شوشان ومختار هنان وهاشمي مرزوق ومحمد مطيمط ومحمد نجاح وحبيب السعيدي. أما عن أسباب انتقاء لوحات هذا الجيل دون آخر فقد بيّن صاحب فضاء «عين» محمد العايب ل»الصباح» أنّ طرح الموضوع هو إحالة الى ضرورة القطع مع فكرة إقصاء أي مبدع وتصنيفه ضمن حقبة زمنية معينة دون الأخذ بعين الاعتبار اللمسات التي أضافها في اختصاصه والمجال الثقافي عامة، ذلك أنّ الرسامين السابق ذكرهم حسب رأيه- يعدون من بين المجدّدين في مجال الفنّ التشكيلي في تونس بل من بين الذين هيؤوا الأرضية للأجيال اللاحقة فضلا عن تكوينهم على أسس متينة في معاهد الفنون الجميلة.
«قوبلان» والسجاد الحائطي
محتوى المعرض الذي سيدشن يوم 18من الشهر الجاري بفضاء «عين» سيحتوي حسب ما وضحه لنا محمد العايب- العديد من الأعمال الفنية المختلفة من حيث المشارب والمدارس على غرار المدرسة الواقعية والتعبيرية والتكعيبية رغم أن أصحاب الأعمال تلقوا نفس التعليم الأكاديمي في معهد الفنون الجميلة بباريس في فترة ما بعد الاستقلال، ليلقبوا ب»مجموعة السبعين» (إحالة على فترة السبعينات). هذه المجموعة ثارت آنذاك على مدرسة تونس القديمة التي مثلها القرجي والتركي.. ولعل الدليل على ذلك تجربة محمد مطيمط أحد ممثلي «مجموعة السبعين» وأول مختص في السجّاد الحائطي على طريقة «قوبلان» الحديثة، حيث تمكن من هذا الفن إثر تربص في الستينات مع نساء قفصيات يجدن صناعة السجاد الحائطي عن طريق «السداية» (إن منطقة قفصة تعتبر من مناطق النسيج الأولى في تونس)، ثم أضفى على تلك»الصنعة» تقنيات تشكيلية متميزة. سجاد حائطي سيكون من بين الاعمال التي تؤثث فضاء «عين» يوم السبت المقبل.
بين الواقعية والتعبيرية والتكعيبية
من جهة أخرى أشار محمد العايب ل»الصباح» أن العديد من اللوحات ستمثل كل من المدرسة الواقعية والتعبيرية والتكعيبية. أما الاولى فستجسدها لوحات بادي شوشان عبر رسم أشكال الواقع كما هي وتسجيله (الواقع) دون غرابة أو نفور إذ تركز على الاتجاه الموضوعي وترسم الحياة بأمانة دون إقحام ذات الرسام. في حين أن المدرسة الثانية أي التعبيرية التي يمثلها بالخصوص حبيب بوعبانة ومحمد نجاح وحبيب السعيدي فهي تعرف خاصة من خلال الخروج عن الأوضاع الكلاسيكية والمبالغة في انحرافات بعض الخطوط أو بعض أجزاء الجسم وحركته تقترب الى الكاريكاتور وتنقل الأزمات التي تعانيها الأجيال في العصر الحديث. كما ستكون المدرسة التكعيبيّة حاضرة بالتركيز على الأشكال المستقلة التي حدّدت بخطوط هندسية إضافة الى عنصر قلة المادة وهي طريقة حديثة يوظف خلالها الرسام حرية اللمسة دون استعمال الكثير من الأدوات والحرص في الآن نفسه على عمق العمل الفني. تجدر الاشارة الى أن المعرض التشكيلي بفضاء «عين» سيتواصل الى غاية 11مارس 2012.