افتتح في رواق «وسط الدار» بالبحيرة يوم الجمعة 14 ماي الجاري معرض جماعي استحضارا للماتر الحبيب بوعبانة في الذكرى الثانية لرحيله. هذا المعرض الذي نسّقه الفنان الهاشمي غشّام منشّط «وحدات التدخل التشكيلي» يشارك فيه عدد من الرسّامين هم: كوثر بوريسة محفوظ حليم قارة بيبان محمد شلبي مراد الزارعي مراد الحرباوي عياض الشابي عمر باي بسمة الهداوي ومحمد بن سلامة. أغلب اللوحات في هذا المعرض الذي يتواصل الى 29 ماي مستوحاة من فضاءات وشخوص وأشكال الحبيب بوعبانة الذي كان من رواد التجديد والتحديث في الرسم التونسي الى جانب طريقته النادرة في الحياة. في هذا المعرض تحضر روح بوعبانة التي يصعب أن تغيب عن الفن التشكيلي في تونس ولا أن تمحى من الذاكرة ذلك أن «الماتر» الحبيب بوعبانة كان مثل عصفور نادر يحلّق خارج الدروب المغلقة والسبل المسطورة غير مصغ ولا منشدّ إلا لأصوات نفسه ونداء قادم من الأعماق يضيء له الدروب المظلمة بأنوار الفن والحرية الخالدة. في هذا المعرض نستحضر الحبيب بوعبانة بسخريته وفوضويته.. بوعبانة العاشق والطفل والفيلسوف والفنان والمجنون والملعون.. انها صورة متعددة لفنان واحد أكبر من النسيان.. ولم يحضر بوعبانة في ألوان الآخرين ومهجهم فقط بل حضر بأربع لوحات واحدة من حجم كبير وثلاث لوحات متوسطة الحجم وكلها من مجموعة السيد مكاوي الذي يملك واحدة من أهم المجموعات الفنية للحبيب بوعبانة.