تونس (الشروق) تهاطلت صباح أمس كميات هامة من الأمطار بالعاصمة الكبرى، أدت الى اختناق مروري وشبه شلل في وسائل النقل العمومية، مما استوجب توقف «المترو» الخفيف والحافلات، بعد أن غمرت المياه السكك الحديدية والطرقات. وقوف «المترو» الخفيف وبعض الحافلات، جعل عددا من المواطنين يتابعون سيرهم وسط "برك" من المياه على قدميهم، في حين بقي عدد منهم، يلهث وراء وسيلة نقل أخرى أو سيارة أجرة لتنقله الى مقر عمله. كميات الأمطار التي نزلت، كانت تتراوح بين الضعيفة والمتوسطة. لكن انسداد قنوات الصرف، التي صارت تلفظ ما بداخلها من أوساخ ومياه مستعملة زاد الوضع سوءا، مما جعل عددا من أعوان شركة نقل تونس يقومون بتسريحها يدويا مؤقتا حتى تنكشف السكة الحديدية ويواصل المترو سيره. وقد ارتفعت أصوات المواطنين الغاضبين من وضع البنية التحتية وتراكم المياه بسبب انسداد قنوات الصرف، داعين المسؤولين الى إيجاد حلول لتخليصهم من هذه المعاناة، التي ستتواصل خلال الأيام القادمة بفصلي الخريف والشتاء. ومن جانبه، أفاد الناطق الرسمي باسم شركة نقل تونس محمد الشملي في تصريح ل»الشروق» بأن المترو الخفيف توقف في عدد من المحطات. وهي شارع محمد الخامس على مستوى الخط رقم 2 ومحطة الياسمين وابن خلدون على مستوى الخط رقم 3، وفي بعض المحطات الأخرى وذلك بعد أن غمرت المياه السكك، مؤكدا أنه تجنبا للخطر فإن الحافلات بدورها تتوقف عن السير إذا ما غمرت المياه الطرقات أو كانت الرؤية شبه منعدمة. وقال الشملي إن وسائل النقل العمومي ليس لديها مسلك خاص بها. فهي تستعمل نفس الطرقات التي يستعملها مستعملو الطريق، مما يزيد الوضع تعقيدا وتختنق حركة المرور، مضيفا أن تراكم المياه يتسبب في الاختناق المروري خاصة أن أغلب قنوات الصرف مسدودة. وهي تلفظ ما بداخلها ولا تقوم بشفط المياه. وتابع محدثنا أنه على مستوى شركة تونس، فإنه منذ سنوات بصدد صيانة البنية التحتية الخاصة بها، من ذلك تجديد شبكة السكك الحديدية التي تراخت ليتم إعداد شبكة عبر خرسانة مسلحة بالاسمنت لضمان ديمومتها مشيرا الى أن تجديد الشبكة انطلق بالمناطق التي تواجه مخاطر. وهي جهة باردو وباب عليوة، أما الأنفاق فقد تم وضع مضخات بها لشفط المياه.