بات من الواضح ان استراتيجية أمريكا ترومب الجديدة الموجهة نحو الشرق الاوسط وخاصة الحلفاء منهم والتي يتنزل في اطارها «الناتو العربي السني» المزمع انشاؤه تعتمد ، على مبدئين اساسين وهما «ادفع لتسلم» من بعبع شر ايران المدمر، و حارب باسمنا وباسم الكيان الصهيوني لأننا لسنا مستعدين لخوض أي حرب مجددا. اعلان أمريكا المفاجئ سحبها صواريخ «باتريوت» من الكويت والأردن والبحرين كان بمثابة الابتزاز والضغط المباشر على دول الخليج أولا لتجاوز الخلافات فيما بينهم وقبول فكرة الناتو العربي وثانيا تذكيرهم بفاتورة الحماية والترفيع فيها وجرهم لشراء المزيد من الأسلحة الامريكية من طائرات وصواريخ وغيرها. المثير في هذا المولود الجهنمي( الناتو السني) أنّه طائفي بامتياز وقائم على اشعال فتيل الحروب في لبنان وسوريا والعراق واليمن بين السنة والشيعة في وقت تكافح فيه هذه الدول الطائفية وتدفع ثمنا باهظا لذلك، وهو رأس حربة أيضا في أي مواجهة مع ايران بتحريض صهيوني واضح وكانت مسرحية النووي التي أطل بأوراقها نتنياهو في الأممالمتحدة والتي تذكرنا بمسرحية وزير الخارجية الامريكي السابق كولن باول عند غزو العراق تحت مسمى اسلحة الدمار الشامل، تتنزل في اطار مواجهة حتمية مع ايران. الكيان الصهيوني المنتشي بالتطبيع مع الدول العربية على حد وصف بنيامين نتنياهو الذي قال «بيننا وبين العديد من الدول العربية صداقة وحميمية لم أرها في حياتي. قبل بضع سنوات كان من المستحيل تخيل ذلك»، أصبح و يا للأسف والعار في المرتبة الثانية في سلم العداء مع الدول الخليجية بينما صعدت ايران للعدو الأول والأخير و ياله من شرف أن تكون عدوا لأمريكا والكيان الصهيوني وترفض الركوع والسجود لهما. «المِتغطِّي بالأمريكان عَريان» كما قال يوما الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وهو العارف بخبايا السياسة ومؤامراتها وهو أول ضحاياها وليس آخرها، والأكيد أن سقوط الامبريالية والغطرسة الامريكية قادم لا محال وحينها ستدفع الاثمان الباهظة حتما.