كان هناك اعتقاد سائد بأن النادي الصفاقسي سيكون في طريق مفتوح في لقاء امس الاول امام النفط العراقي اذ يكفيه التعادل السلبي للمرور الى الدور 16 للبطولة العربية باعتبار ان مباراة الذهاب التي دارت بملعب اربيل يوم 10 اوت الماضي انتهت بالتعادل الايجابي 1-1 لكن جرت الرياح بما لا يشتهي النادي الصفاقسي ونجح الفريق العراقي في ازاحة الفريق المحلي بفضل حضوره الذهني و جديته وانضباطه التكتيكي واصراره على الانتصار فنجح في فرض طريقة لعبه . برافو للأحباء رغم مرارة الانسحاب ورغم الآلام التي احس بها الاحباء في نهاية المباراة فإن جمهور النادي الصفاقسي الذي واكب اللقاء كان رياضيا وصفق طويلا للاعبي النفط العراقي وهم في طريقهم الى حجرات الملابس مؤكدين ان الرياضة وسيلة تحابب وإخاء و تقريب الشعوب . استسهال المنافس وراء الانسحاب صحيح ان انسحاب النادي الصفاقسي من البطولة العربية لم يتوقعه احد باعتبار نتيجة الذهاب وتواضع مردود الفريق العراقي في المباراة التي احتضنها ملعب اربيل لكن السؤال الذي بقي مطروحا... من يتحمل مسؤولية هذا الانسحاب المرو غير المنتظر وفي هذا الصدد حمل كل الذين اتصلنا بهم من فنيين واحباء المسؤولية بالدرجة الاولى للاعبين الذين تملكهم الغرور وبان جليا انهم فازوا بالمباراة قبل لعبها وما زاد في غرورهم الهدف المبكر نسبيا الذي سجله شواط (دق 15) . هذا الوضع يتحمل فيه المسؤولية بالدرجة الاولى المدرب كرول و من معه لتجاهله للاعداد الذهني و النفساني للاعبين. الانضباط التكتيكي للضيوف النفط العراقي لعب بذكاء شديد ونجح في افتكاك المباراة من النادي الصفاقسي اذ كان ابناء المدرب حسن احمد منضبطين تكتيكيا و حرصين على عدم ترك المساحات لابناء كرول هذا الاخير وعلى عكس العادة لم يجد الحلول لفك شفرة منافسه بل كانت المبادرة من الفريق العراقي الذي احرج النادي الصفاقسي وكان مستميتا و جاهزا ذهنيا و قد عجز النادي الصفاقي حتى على بناء الهجمة وفشل في الشوط الثاني خاصة في تحويل الفرص المتاحة الى اهداف ما يؤكد الحاجة الملحة للنادي الصفاقسي لهداف قناص بعد ان تبين ان فراس شواط مازال يتعلم و بعيدا كل البعد عن المستوى المطلوب. حسرة على هذا الثالوث النادي الصفاقسي لم يظهر في لقاء امس الاول امام النفط العراقي قي المستوى المعهود خاصة ان كرول عجز عن ايجاد الحلول لغزو الدفاع الحصين للمنافس فالمطلوب من الاطار الفني مراجعة حساباته و يعدل اوتاره قبل مباراة نهاية هذا الاسبوع امام الترجي التونسي وفي سياق اخر تحسر احباء النادي الصفاقسي على غياب اللاعبين اصحاب الخبرة كريم العواضي وماهر الحناشي ورامي الجريدي الذيت تركوا فراغا كبيرا في تشكيلة ال«سي اس اس». وشهد شاهد من اهلها تعليقا عن انسحاب النادي الصفاقسي من البطولة العربية أكد اللاعب ايمن الحرزي على ان هذا الانسحاب هو نتيجة استسهالنا للمنافس والافراط في الثقة في النفس وبايجاز اكد الحرزي ان الفريق العراقي كان جديرا بالترشح باعتبار ان زملاءه لم يكونوا في يومهم و ان فريق النفط العراقي كان أفضل من «السي اس اس» . مشيرا الى أن المباراة للنسيان و المطلوب التركيز على مقابلة نهاية هذا الاسبوع امام الترجي التونسي . ماذا قال كرول ؟ عبر مدرب النادي الصفاقسي رود كرول عن اسفه الشديد للانسحاب وقال « تلك هي احكام الكرة ارتكبنا عديد الهفوات بسبب قلة الخبرة باعتبار ان الفريق شاب وعلى الجمهور ان يصبر « وأشار كرول الى انه قام بدراسة المنافس وحذر اللاعبين من ردة فعل المنافس الذي سيكون شرسا في مباراة الاياب وما زاد الطين بلة ان الهدف الثاني الذي قبلناه اثر على معنويات اللاعبين وكانت عودتنا متأخرة في اللقاء بعد ان اهدرنا عديد الفرص كما ان اصابة الطرابلسي في اواخر المقابلة اثرت على مردود الفريق واشار كرول الى ان الانسحاب لم يكن منتظرا والمطلوب حاليا التركيز على بطولة الموسم . مدرب النفط يشكر لاعبيه «لقد واجهنا فريقا كبيرا وعريقا واعتمدنا على الهجمات المعاكسة السريعة لقد متعنا الجمهور الحاضر وكنا جديرين بهذا الترشح و قدمنا مقابلة جيدة و بالمناسبة اشكر ابنائي على انضباطهم التكتيكي و حظا وافرا للنادي الصفاقسي».