يؤكد اللاعبون الحاليون والسابقون والمحللون المحايدون وكل من تابع الإفريقي خلال الموسم الحالي أن «فريق الشعب» يعيش ظرفا صعبا جدا على الأقل في ما يتعلق بالأداء والنتائج بقطع النظر عن المشاكل المالية والإدارية ولكن هناك شخصان فقط لهما رؤية مغايرة تماما ولسنا ندري ما هي الأسباب؟ المعنيان بالأمر هما السيدان مجدي الخليفي نائب رئيس النادي وسفيان الحيدوسي المدير الرياضي إذ يؤكد الرجلان أن الإفريقي بخير وأن القادم أفضل وأنه لا لوم على المدرب لأن «المسكين» لم توفّر له الهيئة اللاعبين منذ بداية التحضيرات لوازم النجاح وأضاف الرجلان أن الوجه الحقيقي للنادي سيكتشفه الجميع انطلاقا من اللقاء القادم أمام الملعب التونسي. ولسنا ندري على ماذا ارتكز هذا الاستنتاج المتهافت. بيع الوهم ما هو مؤكد وما يعرفه أحباء الإفريقي من الشمال إلى الجنوب أن الإفريقي في تراجع متواصل وأن عطاء اللاعبين حاليا على الميدان من الصعب أن يمكنهم حتى من هزم فرق أسفل الترتيب لأن الأجواء العامة وعلاقة بعض اللاعبين بالمدرب سيئة جدا. لأن الفني البلجيكي يقرر دائما الهروب من المسؤولية وإلقائها على عاتق اللاعبين إذ أشار سابقا أن الخفيفي يحتفظ بالكرة كثيرا وأن مردود العابدي تراجع وأن غازي العيادي غير منضبط وأن يحيي غير سعيد بجلوسه على مقعد البدلاء والعيفة يعاني من زيادة في الوزن والذوادي لا يتوقف عن الكلام والجزيري تهرب من الخضوع إلى الاختبار البدني كما أكد بعد لقاء حمام الأنف أنه مازال بصدد التعرف على اللاعبين والبطولة وعشب الملاعب التونسية وأنه انهزم أمام نادي بيرامبدز لأنه لم يتابعه وهي تبريرات لن تنتهي وكان على مسؤولي الإفريقي أن يحاولوا البحث في مسيرة المدرب قبل التعاقد معه ولو فعلوا ذلك لتفطنوا أنه دأب على التهرب من المسؤولية واتهام اللاعبين ولذلك فإن كل علاقته السابقة مع الأندية لم تعمر طويلا. حاجز في حاجة إلى رجة نفسية بقطع النظر عن ضعف المدرب جوزي ريغا وعدم قدرته على النجاح مع أي فريق بسبب محدودية إمكاناته فإن اللاعبين أصبحوا في حاجة إلى رجة نفسية لأنهم أصبحوا غير قادرين على التسجيل حتى في اللقاءات الودية والأكيد أن التبريرات التي جاءت على لسان الحيدوسي لا يمكن أن تنطلي حتى على الأطفال الصغار الذين يولودون على حب الأحمر والأصفر. لاعبو الإفريقي أصبحوا في حاجة إلى رجة نفسية تحررهم مما كبلهم منذ بداية الموسم الحالي لأن تعلة ضعف الرصيد البشري التي روج لها الحيدوسي والخليفي منذ بداية الموسم لغيايات مكشوفة لا يمكن أن يصدقها إلا رئيس الإفريقي عبد السلام اليونسي الذي فتح خزائنه وانتدب فريقا بأكمله لكن أغلب اللاعبين غير قادرين على احتجاز مكان على مقعد البدلاء. لماذا احتفظ اليونسي بالحيدوسي؟ أكد رئيس الإفريقي منذ بداية الموسم أنه سيتخلى عن المدير الرياضي سفيان الحيسودي بمجرد انتهاء فترة الانتدابات رغم أن هذا التصريح غريب وغير مفهوم ولكن بعد نهاية الميركاتو لم يغادر الحيدوسي ولم يطرأ أي تغيير على الإطار الفني أو الإداري وحسب مصدر مؤكد ولا يرقى له الشك فإن الحيدوسي كان سيلتحق بأحد فرق الجنوب لأن إقالة مدرب هذا النادي كانت واردة ولكن نجاح الفريق في تحقيق نتائج جيدة جدا منعت الإقالة ولذلك اضطر اليونسي للاحتفاظ بالحيدوسي في انتظار إقالة أحد المدربين؟ هل يعقل هذا وهل يمكن أن يرتبط مصير فريق بحجم الإفريقي بإقالة مدرب من أحد الفرق «الصغرى»؟ وهل أصبح الوضع في الإفريقي مرتبكا إلى هذا الحد؟ مجرد مغالطة للمناورة قيل منذ أيام أن الأب الروحي للإفريقي السيد حمادي بوصبيع أهدى الإفريقي 5 مليارات ولست أدري كيف يتجرأ أحد له حد أدنى من احترام الذات على الإشارة إلى ذلك وبعد أيام أشار الحيدوسي أن رئيس الإفريقي الحالي السيد عبد السلام اليونسي وفر 6 مليارات وأن رئيس الفرع وفر 3 ملايين دينار وهي أرقام فلكية ستحول الإفريقي إلى فريق عالمي في صورة توفرها. ما هو مؤكد أن الرئيس الإفريقي الحالي وجد نفسه في ورطة حقيقية وهو ما فرض عليه فتح الخزائن دون حساب وما هو مؤكد كذلك أن رئيس الفرع حمزة الوسلاتي أكثر من دفع من ماله الخاص بعد اليونسي. وهي أموال تمّ صرفها منذ بداية التحضيرات في الانتدابات الفاشلة للأسف والتربصات والديون وغيرها لكن ما هو ثابت أيضا أن تصريحات الحيدوسي كانت للمناورة ولوضع رئيس النادي أمام الأمر المقضي لأن الإقالة أصبحت مستحيلة بعد الإشادة. لقاء «البقلاوة» فاصل بعد أزمة النتائج التي عاشها الإفريقي والتي تواصلت حتى في اللقاءات الودية (الإفريقي تعادل أول أمس مع الاتحاد الليلي) أشار الحيدوسي والخليفي إلى أن إقالة المدرب غير واردة وأن الأحباء سيكتشفون الوجه الحقيقي للنادي بعد فترة توقف البطولة ولذلك فإن لقاء البقلاوة سيكون فاصلا والأكيد أن الأحباء لن يواصلوا الحياد في صورة تواصل الفشل أما في صورة انتفاضة الإفريقي فإن هذا ما يتمناه أحباؤه من الشمال إلى الجنوب.