استحضارا لدوره السابق في ترتيب لقاء باريس الشهير بين السبسي والغنوشي يقود رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر مبادرة فردية لتقريب وجهات النظر بين «الشيخين» في سياق انهاء الازمة السياسية، فهل يعيد التاريخ نفسه بإنجاح هذه الوساطة؟ تونس الشروق: أشرف الرياحي: وبعد اعلان القطيعة ونهاية التوافق بين «الشيخين» دخل رئيس حزب الاتحاد الوطني سليم الرياحي في مساع لتقريب وجهات النظر بين الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي في مبادرة شخصية تستثني تدخل الاحزاب لإعادة العلاقة بين الطرفين قريبا. وكشفت مصادر مقربة من الحزب الوطني الحرّ ان لقاء مطولا غير معلن جمع اول امس رئيس الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي تناول بالخصوص تقدم الرياحي بمبادرة صلح تهدف الى اعادة العلاقة بين الطرفين في انتظار لقاء ثان سيجمع قريبا الرياحي برئيس الجمهورية. وعلى نفس الشاكلة التي رتب بها سليم الرياحي لقاء الشيخين في باريس خلال سنة 2013 يكتنف التكتم المبادرة الجديدة الى حين بلورتها وفي هذا السياق يؤكد النائب طارق الفتيتي من حزب الاتحاد الوطني الحر «للشروق» أن «معالم وساطة سليم الرياحي بين «الشيخين» لم تتبين بعد داخل الحزب ،غير ان ما اعلمهم به الرياحي هو ان لقاءه بالغنوشي يندرج في اطار تهدئة الاجواء سيما وان وضع البلاد المتأزم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لا يحتمل المزيد من تعميق الازمة عبر اعلان القطيعة بين ضلعي التوافق». ووفقا لمصادر مقربة من حزب الاتحاد الوطني الحر فان مبادرة الوساطة التي يقودها الرياحي تبدو طويلة الامد وذلك نظرا لاختلاف الظرف السياسي بين سنة 2013 والمتسم بوجود ارضية حوار عبر عنها علنا كل من الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي قبل لقاء باريس وبين الظرف الراهن المتسم بتمسك كل الاطراف بمواقفها ، كما انها مبادرة تستثني مشاركة الاحزاب السياسية من منطلق الاقرار بانها سبب مباشر في حدوث الازمة السياسية و اشعال فتيلها لأسباب متعددة اغلبها حسابات شخصية، كما رجحت المصادر نفسها ان تشمل المبادرة مؤسسات الحكم من دون ان تستبعد توسط الرياحي بوصفه احد أطراف المشروع السياسي ليوسف الشاهد في رأب الصدع ايضا بين رئيسي الجمهورية والحكومة، فماهي افاق هذه الوساطة ؟ يرى النائب وليد جلاد من كتلة الائتلاف الوطني في تصريحه للشروق أن مبادرة الوساطة المذكورة هي مبادرة شخصية لا علم للاحزاب السياسية بمضامينها، غير أنها في رأيه بادرة محمودة وذلك من منطلق ان الوضع الراهن يتطلب أكثر قدر من التوافق بين كل الفرقاء السياسيين لتهيئة الظروف الملائمة للانتخابات القادمة واستكمال المسار الديمقراطي والدستوري ونوه بان كتلة الائتلاف تدعم كل مسارات التجميع ورأب الصدع. ولئن اختارت بعض قيادات النهضة عدم التفاعل مع المبادرة المذكورة الى حين بلورتها ومناقشتها صلب المؤسسات في الاجتماع الاستثنائي القادم لمجلس شوراها فان مصادر مقربة من الحركة كشفت «للشروق» مباركة الحزب لها في سياق توافقها مع مبدأ الاستقرار الذي يتمسكون به. في المحصلة تبدو مبادرة الرياحي والتي لم تتضح كل معالمها بعد مؤيدة من قبل طيف سياسي واسع غير أن ذلك لا يكفي لاقرار نجاحها سيما وأن ارضية الحوار اليوم تكاد تكون غائبة بين الفرقاء السياسيين بل هي اليوم متحركة على حسابات سياسية عدة وتوازنات سياسية متعددة.