في المقابل تتشكل عائلة أوميغا 3 من سلسلة كاملة من المواد الأخرى التي، على العكس من ذلك، لها خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للصفيحات وبالتالي تقلل من ظاهرة انقباض الأوعية الدموية والالتهاب كما أنها تزيد من تدفق الدم. عادة ، هذان المساران البيوكيميائيان في حالة توازن وعندما يكونان متوازنين لا توجد مشاكل لأن الالتهاب قد يكون ضروريًا ويكون لتجمع الصفائح الدموية دورًا مهمًا يؤديه، مما لا شك فيه وقد يكون الحد من دوران الأوعية الدموية دورًا مهمًا يلعبه في ظروف معينة. عندما لم تعد أوميغا -6 وأوميغا -3 متوازنين تظهر الآثار السلبية على الصحة. إنها حالة عدم التوازن هذه المسؤولة عن تفاعلات التهابية مفرطة مصحوبة بتراجع في الدورة الدموية وهي واحدة من الأسباب الرئيسية الخمسة الكبرى للوفيات والمرض في الغرب وهي أمراض القلب والأوعية الدموية. من المعروف أن الالتهاب هو المسؤول عن تدعيم الصفائح الدهنية والكولسترول وبالتالي ظهور مرض السرطان الذي يحتاج إلى سياق التهابي ومرض ألزهايمر والتهاب المفاصل وهو مرض التهابي بامتياز وعن حالات الاكتئاب. أوميغا 6 وأوميغا 3 أحماض دهنية أساسية لا يمكن لجسمنا إنتاجها ويجب ان يوفرها الغذاء. الكتان والشيا والكولزا والمكسرات غنية بأوميجا 3 ، لكن عباد الشمس والذرة (البذور الزيتية التي تفضلها صناعة الأغذية الزراعية أو ما يعرف بزيت الحاكم) غنية بأوميجا 6. يجب أن نتذكر أن أوميغا -6 هي أيضا ضرورية للجسم ولكن ليس في النسب التي يتم استهلاكها حاليا. فالعمليات الالتهابية على سبيل المثال تعتمد على مشتقات أوميغا6. أما حمض الأراكيدونيك (أوميغا 6) فهو عامل نمو. إنه يعزز نمو الخلايا السرطانية. أوميغا 6 يزيد من الالتهاب والسرطان! يتعين علينا إذن تغيير عاداتنا الغذائية بشكل جذري للعودة إلى نسب معقولة من أوميغا -6 / أوميغا -3 ، شبيهة بتلك التي لدى أجدادنا الكبار. هناك حاجة ما يقرب من 1 إلى 3 غرامات من أوميغا 3 في اليوم الواحد. في الولاياتالمتحدة، يتم استهلاك 0.3 إلى 0.5 غرام فقط من هذه الأحماض الدهنية. سيكون من الضروري (وفقا للخبراء الأمريكيين) على الأقل مضاعفة الكمية أربع مرات. يستهلك الفرنسيون ما بين 0،5-0،7 غرام في اليوم. الدكتور ميشيل دي لورجيريل أستاذ وطبيب قلب وخبير لدى المنظمة العالمية للصحة وذو صيت عالمي يؤكد أن «تأثيرات أحماض أوميغا 3 «سحرية». «فكلما قمنا بإعداد برنامج بحثي يتعلق بتأثير هذه الأحماض الدهنية على أي مرض من الأمراض إلا وكانت حاضرة .... انها حقا سحريه!»