تدفع الحكومة في سياق الترفيع في العتبة الانتخابية , في محاولة لضمان مشهد برلماني اقل تشتّتا و اخراج كل القائمات التي لا ثقل شعبي لها , من دائرة التنافس على مقاعد مجلس النواب . تونس -الشروق -سرحان الشيخاوي تعقد لجنة النظام الداخلي والحصانة والقوانين الانتخابية والقوانين البرلمانية اليوم , جلسة للنظر في مشروع القانون الأساسي عدد 63/2018 المتعلق بتنقيح وإتمام القانون الأساسي عدد 16 لسنة 2014 المؤرخ في 26 ماي 2014 المتعلق بالانتخابات والاستفتاء . هذا النص قدمته الحكومة مؤخرا , ولم يتضمّن تغييرات جذرية باستثناء الترفيع في العتبة الانتخابية , التي ستصبح 5 بالمائة , عوض نسبة 3 بالمائة التي تم العمل بها في الانتخابات البلدية . الترفيع في العتبة وينص مشروع القانون الذي قدمته الحكومة ,في فصله الأول , إلغاء أحكام الفقرة الثالثة من الفصل 110 من القانون الأساسي عدد 16 لسنة 2014 المؤرخ في 26 ماي 2014 المتعلق بالانتخابات و الاستفتاء وتعوضها بالاحكام التالية :» لا تحتسب الأوراق البيضاء والاصوات الراجعة للقائمات التي تحصلت على أقل من 5 بالمائة من الأصوات المصرح بها على مستوى الدائرة في احتساب الحاصل الانتخابي « وينص الفصل الثاني , على ان يضاف الى الفصل 110 من القانون الأساسي عدد 16 لسنة 2014 المؤرخ في 26 ماي 2014 , فقرة تدرج مباشرة بعد الفقرة الثالثة منه هذا نصها : «لا تدخل في توزيع المقاعد القائمات المترشحة التي تحصلت على اقل من 5 بالمائة من الأصوات المصرح بها على مستوى الدائرة « العتبة والمنحة العمومية اما الفصل الثالث فينص على أنه «يتعين لصرف المنحة العمومية التقديرية المنصوص عليها بالفقرة الأولى من الفصل 78 من القانون الأساسي عدد 16 لسنة 2014 المؤرخ في 26 ماي 2014 المشار أعلاه بعنوان استرجاع مصاريف انتخابية بالنسبة الى الانتخابات التشريعية الحصول على ما لا يقل عن 5 بالمائة من الأصوات المصرح بها بالدائرة الانتخابية « ويُذكر أن «العتبة الانتخابية « هي الحد الأدنى من الأصوات التي يشترط القانون الحصول عليها من قبل الحزب أو القائمة , ليكون له حق المشاركة في الحصول على أحد المقاعد المتنافس عليها في الانتخابات . إذ أن الحزب الذي ينال أصواتا أقل من العتبة الانتخابية التي يحددها القانون، لا يدخل مرشحوه حلبة التنافس للفوز بالمقاعد، وتلغى الأصوات التي حصل عليها. وتعتمد تونس على نظام التمثيل النسبي , ويقوم على تقديم كل حزب سياسي لقائمة من المرشحين إضافة الى قائمات مستقلة , في كل واحدة من الدوائر الانتخابية متعددة التمثيل. ويقوم الناخبون بالاقتراع لصالح القائمات، حيث تفوز كل قائمة , بحصة من مقاعد الدائرة الانتخابية تتناسب مع حصته من أصوات الناخبين. ويفوز بالانتخاب المرشحون على القائمات, وذلك بحسب ترتيبهم التسلسلي على القائمة. ثم يتم توزيع المقاعد المتبقية باعتماد الية اكبر البقايا . الترفيع في العتبة الانتخابية من المنتظر أن يساهم في التقليل من التشتت داخل البرلمان , فالقائمات التي تتحصل على أقل من 5 بالمائة من الأصوات تكون خارج دائرة التمثيلية وبالتالي لا يمكن ان يدخل البرلمان الا القائمات التي لها ثقل شعبي هام , وهو ما أكده عدد كبير من الخبراء الذين يتبنون نفس المقاربة التي تدافع عنها الحكومة . أسباب التغيير برّرت الحكومة الترفيع في العتبة الانتخابية بانتقال تونس من مرحلة التمثيلية الصورية التي تكون عادة في بداية الانتقال الديمقراطي , الى التمثيل وفق مدة العهدة النيابية , مؤكدة ان بعض الأنظمة المقارنة تعتمد تمثيلية تصل الى 10 بالمائة .