رغم قلة الفضاءات وضعف الإمكانات اعدت اغلب الجهات برمجة ثقافية متنوعة للموسم الثقافي الجديد 2018 و2019 متحدية البنية التحتية المهترئة وغياب التجهيزات والأزمة المادية واللوجستية التي تعاني منها جل هذه الفضاءات رغم السعي المتواصل لتحسين وضعياتها. تونس (الشروق) اشكاليات ونقائص عدة تشكومنها الفضاءات الثقافية في الجهات اذ يعد مشكل تهيئة الفضاءات الثقافية من أبرز المشاكل التي تعاني منها الجهات سواء كانت هذه الفضاءات خاصة أو عمومية حتى أن عددا منها تم غلقها وأخرى غيرت وظيفتها من تعاطي أنشطة ثقافية الى تعاطي أنشطة تجارية في حين تحولت فضاءات أخرى الى خرابة سقطت أسقفها وتآكل بلاطُها وأصبحت مآوى للمتشردين والمنحرفين ... من جهة أخرى أجمع عدد من المثقفين وباعثي هذه الفضاءات ان الصعوبات كبيرة ومتنوعة منها المادية فالبعض ينفق على هذه الفضاءات من ماله الخاص ورغم ضعف التجهيزات والأزمة المتواصلة لهذه الفضاءات الا ان اغلبها يسعى دائما الى تقديم مادة ثقافية فنية لروادها بأضعف الإمكانات وهوما تم العمل عليه خلال الموسم الثقافي الجديد اذ اعدت اغلب هذه الفضاءات برمجة ثرية ومتنوعة لاستقبال موسمها الجديد برمجة متنوعة منذ السنة الفارطة يستعد المركب الثقافي محمد الجموسي الى فتح باب الأشغال والصيانة وتهيئة الفضاء لكن دون جدوى لتعطيلات ادارية وفي هذا الصدد يقول مدير المركب وليد بن يحيى أن الفضاء محتاج الى تحسين خدمات وتوفير بعض النقائص على غرار التجهيزات الصوتية والإضاءة وعملة النظافة مؤكدا ايضا على ضعف الميزانية المرصودة من طرف وزارة الشؤون الثقافية 40 الف دينار وهو مبلغ لا يرضي طموحه كمشرف على الفضاء لكن رغم ذلك يسعى المركز دائماً الى اعداد برمجة ثرية ومتنوعة ترضي جمهور الجهة لذلك كانت الإستعدادات على أشدها خلال افتتاح الموسم الثقافي الجديد ويقدم المركب محمد الجموسي لرواده جملة من العروض الفنية المتنوعة واللقاءات الفكرية ومن ذلك عرض نور الدين الباجي الى جانب تواصل اشغال نادي الطاهر شريعة كما يوفر المركب لجمهوره عدة عروض مسرحية دون الإستغناء عن اللقاءات الفكرية ولعشاق السينما موعد مع احدث الأفلام التونسية والعربية والعالمية وذلك اثناء الدورة القادمة من ايام قرطاج السينمائية. إنتاج متواصل المدير الفني لمركز الفنون الدرامية والركحية بالقصرين توفيق قسومي اكد ايضا ان المركز لم يجهز بعد مضيفا ان هذا المشروع بعث منذ 2008 تقريبا وهوفي طور الإنجاز على اقساط في انتظار القسط الأخير لاستكمال المشروع كما ان المركب الثقافي الذي كان على ذمة المركز لعرض إنتاجاته انطلق في اشغال اعادة التهيئة، ورغم الصعوبات وقلة الإمكانات والمنظومة الثقافية المهترئة الا ان المركز يسعى دائماً الى الانتاج والعرض في كامل دور الثقافة بالجهة اذ تم اعداد عملين مسرحيين حسب ما افاد به توفيق قسومي الأول عنوانه «كنترا» والثاني انتاج مشترك مع الدورة الفارطة من مهرجان قرطاج الدولي «مونوبول « في انتظار تسلم الدعم لإنجاز المشروع الثالث حسب تصريح توفيق قسومي الذي اكد ان الإشكاليات موجودة لكن ذلك لن يمنعهم من إتمام مشروعهم مضيفا انه لابد من العمل والتضحية والمطالبة بتوفير الإمكانيات في الان ذاته ... المدير الفني لمركز الفنون الدرامية والركحية بالقصرين لم يخف ايضا المعاناة المادية لفناني الجهة ومن ذلك ان منحة الإنتاج تبلغ 450 دينارا فقط ، مضيفا انهم الى حد اليوم لم يتسلموا مستحقاتهم من مهرجان قرطاج الدولي عن عرض «مونوبول « إمكانات محدودة ورغم افتتاح مركز الفنون الدرامية والركحية بجندوبة منذ ايام الا ان هذا الفضاء تنقصه قاعة عرض لذلك سيتم استغلال قاعة المركب الثقافي المحاذي له كما ذكر مدير المركز لزهر فرحاني الذي اكد انه رغم الظروف الا ان المركز اعد برمجة ثرية ومتنوعة ويتّجه مركز الفنون الدرامية والركحية بجندوبة في الوقت الحالي لتثبيت أولى مشاريعه التي يعتبرها مدير الفضاء هاجسا ثقافيا جماعيا لافتقار الجهة لمثل هذه المبادرات التي تساعد الشاب وتؤطره ليمارس هوايته أومهنته المستقبلية. وسيسعى مختبر التكوين المسرحي إلى تدريس الكفاءات الراغبة في إتقان فنون التعبير الركحي ، وهوتكوين مستمر طيلة السنة ، تتخلله عدة تربصات في المناطق القريبة من الجهة .هذا الى جانب العروض المسرحية واللقاءات الفكرية والفنية التي سيوفرها المركز لرواده ... كل ذلك يأتي في اطار سعي ابناء الجهة من مثقفين وفنانين وخاصة المسرحيين لتنشيط الجهة رغم محدودية الإمكانات. نفس الإصرار على الإنتاج الثقافي نجده تقريبا في جل الجهات والمعتمديات اذ تسعى هذه الفضاءات الى توفير برمجة ثقافية ثرية ومتنوعة لروادها رغم محدودية الامكانات من اجل تحصين العقول مما يحف بها من مخاطر الإرهاب والفكر الظلامي الذي انتشر السنوات الأخيرة خاصة في الجهات الداخلية التي يقل فيها الفعل الثقافي