يحتوي النسيج الدهني على الخلايا المتخصصة في تخزين الدهون وذلك تحت تأثير الهرمونات المعروفة مثل IGF-1 و glucocorticoids التي تفرزها الغدد الكظرية (هرمونات مثل الكورتيزول). لكن للخلايا أيضاً حساسية تجاه نوعية الدهون التي نتناولها: يمكن للأحماض الدهنية، اعتماداً على طبيعتها، أن تحفّز نمو الخلايا الشحمية وتشجع تراكم الدهون وزيادة الوزن أو على العكس من ذلك تثبط هذه الظاهرة. هذه الحقيقة الجديدة قد تم تأسيسها من قبل الفريق الفرنسي. ليس لكل الدهون نفس التأثيرات على الخلايا الدهنية! فالأحماض الدهنية أوميغا 6، التي تستهلك أساسا في جميع البلدان (عباد الشمس وزيت الذرة أو القطانيا خلافا لزيت الزيتون أو الكولزا أو الكتان) هي الأكثر فعالية في تعزيز تشكيل خلايا دهنية جديدة وملئها. كلما نأكل كمية أكثر من هذه الزيوت النباتية، يتطور النسيج الدهني. فعندما يعطى للفئران نظام غذائي غني بالأحماض الدهنية أوميغا 6، ينمو النسيج الدهني بشكل كبير. على العكس، عندما يتغذى بالأحماض الدهنية أوميغا 3، (EPA و DHA) والنباتات الغنية بأوميغا3 إلا وتراجع نمو الأنسجة الدهنية وبالتالي السمنة. عند الولادة ، يتعرض الأطفال إلى فائض من الأحماض الدهنية أوميغا - 6 لأن حليب الثدي للمرأة غالبا ما يكون قاصرا في أوميغا 3 ، كما أن معظم اللبن الاصطناعي يحتوي على الكثير من الأحماض الدهنية أوميغا 6. تم التحقق من هذه الفرضية في عام 2004 في أوساط الأطفال من منطقة كريت باليونان وقبرص. لذلك ننصح بتقديم المكملات والغذاء الحاوي للأوميغا 3 للأطفال وحتى الرضع. في الواقع، يمكن أن تنمو الأنسجة الدهنية طوال الحياة بما في ذلك في سن 80 وذلك لنفس الأسباب: زيادة في أوميغا 6 في النظام الغذائي ونقص في أوميغا 3. لذلك فمن المهم أن تستهلك دائمًا ما يكفي من الأوميغا 3 لمنع التطور المفرط للأنسجة الدهنية. فالحمية الغذائية الغنية بأوميجا 3 مثيرة للاهتمام لأنها تقلل من مستوى الدهون الثلاثية triglycérides لدى الذين يعانون من زيادة الوزن كما تساعد أيضًا على الحد من كمية الأنسولين الضرورية لهضم السكر . أفادتنا دراسة في سكان ألاسكا وغرينلاند حول كيفية منع هذا المرض لأن مرض السكري غير منتشر بشكل عام في هذه المجموعات السكانية. كما أن اليابانيين الذين يأكلون الكثير من الأسماك وأحماض أوميغا 3 هم أكثر حصانة من مواطني الدول الغربية. مع ذلك فإنه ونتيجة لتغيير النظام الغذائي للإسكيمو تأثرا بالغذاء العصري والغربي فلقد تسبب في ظهور أمراض السكري وهي التي لم تكن موجودة من قبل. حلل الدكتور سفين إيبسون من جامعة فيرجينيا الأحماض الدهنية لدى 68 إسكيموس من سكان ألاسكا من المصابين بداء السكري ومستوى نسبة السكر في الدم و نفس الشيء لدى 386 إسكيمو من المواطنين غير المصابين ووجد أن كمية أوميغا 3 كانت أعلي لدى الأخيرين. أراد معرفة ما إذا كانت العودة إلى النظام الغذائي التقليدي الغني بالأحماض الدهنية «أوميغا 3» قد تمنع ظهور مرض السكري في «إسكيموس» التي تحمل علامات مرض ما قبل السكري pré-diabète. قام بتجنيد 44 متطوع تلقوا تعليمات للعودة لنظام غذاء أجدادهم أي قدر من الدهون المشبعة أوميغا 6 وأكثر أوميغا 3 بفضل الأسماك والخضروات. بعد 4 سنوات من اتباع هذا النظام الغذائي، لم يكن أي من هؤلاء مصابا بمرضى السكري!