خلقت الفيضانات التي سجلها الوطن القبلي مؤخرا، «فوبيا» لدى عدد من مستعملي الطريق، الذين انعكس خوفهم ورعبهم من التقلبات الجوية على قيادتهم، مما خلق فوضى عارمة على الطرقات... تكاد السياقة في التقلبات الجوية، تتحول الى مأزق، اذ ترتفع خلالها المشادات الكلامية، وتتعالى اصوات منبهات السيارات، ويعمد بعضهم الى التعدي على حقوق الغير في مشهد مروري، لا يحتمل أدنى خطأ او سوء تقدير او ضعف انتباه. فكيف يتصرف «التونسي» وراء مقود سيارته، عند حدوث اي طارئ على الطريق، او عند التقلبات الجوية؟ فعند الازمات تبرز ممارسات غريبة عناد وتطاول على قوانين مجلة الطرقات، فظهرت التجاوزات على اليمين واليسار...وباتت الاولوية لا تحترم وتمارس بشكل من التعنت والعناد ...والادهى من ذلك ان الاضواء الحمراء يتم «حرقها» مما يعني انها أضحت لا شيء بالنسبة للبعض. اما اساليب التهور في السياقة والسير في الطرقات الممنوعة واستغلال الرصيف من قبل سيارات النقل الجماعي وسيارات رباعية الدفع للمجاوزة اصبحت من المشاهد اليومية، التي تجعل الشخص لا يعرف من اين يداهمه الخطر على الطريق، ولا يتقيّد بأولوية ولا يتمسك بحقوقه المرورية، بل يسعى الى تجنب ممارسات الآخرين وأخطائهم. فمع نزول كميات من الغيث النافع، وظهور زوابع رعدية وسحب، أو تعطل شاحنة بقلب الطريق او تسجيل حادث مرور، يصبح أغلب مستعملي الطريق يستخفون بقوانين المرور مما يدل على ان اخلاقيات وآداب وقوانين الطرقات تتبخر عند البعض.