73 مشروعا بكلفة 49 مليون دينار لتغطية نقص المياه الشرب ..التفاصيل    عقوبات سجنية وخطايا مالية للاجانب والاشخاص المخالفين ، ابرز التنقيحات المقترحة في القانون المتعلق بحالة الاجانب بالبلاد التونسية    البنك المركزي التركي يتوقع بلوغ التضخم نسبة %76    القطاع الغابي في تونس: القيمة الاقتصادية وبيانات الحرائق    عاجل/ إندلاع حريقين متزامنين في جندوبة    بطولة روما للتنس للماسترز : انس جابر تخرج من الدور الثاني    كميات الامطار المسجلة خلال 24 ساعة الاخيرةبعدد من ولايات الجمهورية    الكاف: عروض مسرحية متنوعة وقرابة 600 مشاركا في الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    بطاقة جلب في حق سنية الدهماني    قليبية: الكشف عن مقترفي سلسلة سرقات دراجات نارية    صولة ماء الصوناد ذو جودة    بطاقة جلب في حق سنية الدهماني    رادس: إيقاف شخصين يروجان المخدرات بالوسط المدرسي    اليوم: فتح باب التسجيل عن بعد بالسنة الأولى من التعليم الأساسي    عميد المحامين: نتعرّض للتحريض من قبل هؤلاء ما أدى لمحاولة قتل محام    رئيس منظمة إرشاد المستهلك: أسعار لحوم الضأن لدى القصابين خيالية    بقيمة 7 ملايين دينار: شركة النقل بصفاقس تتسلم 10 حافلات جديدة    الرابطة الأولى: تشكيلة الإتحاد المنستيري في مواجهة النادي الإفريقي    بلطة بوعوان: العثور على طفل ال 17 سنة مشنوقا    عاجل/ غلاء أسعار الأضاحي: مفتي الجمهورية يحسمها    كأس تونس: تغيير موعد مواجهة مباراة نادي محيط قرقنة ومستقبل المرسى    الأمطار الأخيرة أثرها ضعيف على السدود ..رئيس قسم المياه يوضح    الرابطة الأولى: برنامج مواجهات اليوم لمرحلتي التتويج وتفادي النزول    مقتل 10 أشخاص وإصابة 396 آخرين خلال ال24 ساعة الماضية    عاجل/حادثة اعتداء أم على طفليها وإحالتهما على الانعاش: معطيات جديدة وصادمة..    وزير السياحة يؤكد أهمية إعادة هيكلة مدارس التكوين في تطوير تنافسية تونس وتحسين الخدمات السياحية    نرمين صفر تتّهم هيفاء وهبي بتقليدها    لهذه الأسباب تم سحب لقاح أسترازينيكا.. التفاصيل    دائرة الاتهام ترفض الإفراج عن محمد بوغلاب    61 حالة وفاة بسبب الحرارة الشديدة في تايلاند    بسبب خلاف مع زوجته.. فرنسي يصيب شرطيين بجروح خطيرة    إتحاد الفلاحة : '' ندعو إلى عدم توريد الأضاحي و هكذا سيكون سعرها ..''    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    خطبة الجمعة .. لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما... الرشوة وأضرارها الاقتصادية والاجتماعية !    اسألوني ..يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    الكشف عن توقيت مباراة أنس جابر و صوفيا كينين…برنامج النّقل التلفزي    بلا كهرباء ولا ماء، ديون متراكمة وتشريعات مفقودة .. مراكز الفنون الدرامية والركحية تستغيث    أحمد العوضي عن عودته لياسمين عبدالعزيز: "رجوعنا أمر خاص جداً"    مدنين.. مشاريع لانتاج الطاقة    شركات تونسية وأجنبية حاضرة بقوة وروسيا في الموعد...صالون الفلاحة والصناعات الغذائية بصفاقس يصنع الحدث    قوات الاحتلال تمنع دخول 400 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة..#خبر_عاجل    عاجل/ مفتي الجمهورية يحسم الجدل بخصوص شراء أضحية العيد في ظل ارتفاع الأسعار..    أضحية العيد: مُفتي الجمهورية يحسم الجدل    بلاغ هام للنادي الافريقي..#خبر_عاجل    المغرب: رجل يستيقظ ويخرج من التابوت قبل دفنه    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    اليوم: تصويت مرتقب في الأمم المتحدة بشأن عضوية فلسطين    ممثلة الافلام الاباحية ستورمي دانيلز تتحدث عن علاقتها بترامب    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    بنزرت.. الاحتفاظ بثلاثة اشخاص وإحالة طفلين بتهمة التدليس    نبات الخزامى فوائده وأضراره    كاس تونس لكرة القدم - تعيين مقابلات الدور ثمن النهائي    اللغة العربية معرضة للانقراض….    تظاهرة ثقافية في جبنيانة تحت عنوان "تراثنا رؤية تتطور...تشريعات تواكب"    قابس : الملتقى الدولي موسى الجمني للتراث الجبلي يومي 11 و12 ماي بالمركب الشبابي بشنني    سلالة "كوفيد" جديدة "يصعب إيقافها" تثير المخاوف    سابقة.. محكمة مغربية تقضي بتعويض سيدة في قضية "مضاعفات لقاح كورونا"    سليانة: تنظيم الملتقى الجهوي للسينما والصورة والفنون التشكيلية بمشاركة 200 تلميذ وتلميذة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين التجاوزات على الطريق... وأحكام مجلة الطرقات
الحركة المرورية:
نشر في الصباح يوم 10 - 04 - 2009

مزيد تعميق الثقافة المرورية وإقحامها في البرامج الدراسية
تونس الصباح: رغم ما يبذل من مجهودات كبرى في تطوير البنية الأساسية وما تحقق في تونس خلال العشريتين الأخيرتين من تطورات في هذا المجال شملت مد الطرقات الوطنية والسيارة والجسور والمحولات،
وأيضا حماية ممرات القطارات والسكة الحديدية والمترو داخل المدن، فإن ضغط حركة المرور مازال مظهرا بارزا داخل العاصمة والمدن الكبرى على وجه الخصوص.
وقد يهون الأمر في التعامل مع كثافة حركة المرور، وإحكام السيطرة عليها وتنفيسها بفضل المجهودات الأمنية التي تنطلق في كل صباح ومساء للإحاطة بهذه الحركة وطفرتها، وذلك بتسهيل مهمة العابرين للطرقات في كل إتجاه. ولعل شبكة الأضواء المرورية المنتشرة بشكل جيد في كل التقاطعات وعلى كل الطرقات تلعب هي الأخرى دورا بارزا في تسهيل هذه الحركة كلما حصل اكتظاظ في هذه المنطقة أو تلك.
كل هذا متوفر في البلاد، ومعمول به في كل مدنها، لكن ماذا عن التصرفات اليومية للمواطنين من أصحاب السيارات والعربات والدراجات النارية على الطريق؟ هل تتوفر لدى الجميع أخلاقيات وآداب الطريق؟ وهل يحتكمون في حركتهم على الطريق إلى مجلة الطرقات التي تحدد قوانين السير على الطريق؟
حركة المرور .. والواقع اليومي
لو تحدثنا عن الحركة المرورية سواء بالعاصمة أو بعض المدن الكبرى مثل سوسة وصفاقس وبنزرت، وربما غيرها من المدن الكبرى الأخرى، للاحظنا أن لها قواسم مشتركة في العديد من الجوانب والمظاهر التي تتمثل في ساعات الذروة التي تعيشها في كل يوم، وازدحام الحركة المرورية، وخصوصا تجمع السيارات في شوارعها الرئيسية وأنهجها.
وهذا الواقع لا يمثل في الحقيقة خصوصية تتميز بها المدن التونسية الكبرى، بل هي ظاهرة عالمية تشهدها كل مدن العالم في كل يوم، لكن الذي يميز واقع مدننا هو نقص في التنظيم الذي مازال غير متوفر بالشكل الكافي في مظاهر إرساء السيارات، وفي توفر المآوي، مما يفسح الباب أمام التجاوزات بشكل بارز للعيان، وهو يعتبر خرقا للقوانين البلدية باعتبارها المسؤول الأول عن واقع المدن والحركة داخلها، وعلى وجه الخصوص في ما يتعلق باحترام حق المترجل، والممرات الخاصة به وغيرها من الجوانب التي لابد أن تتوفر.
في مجال السير على الطرقات
السير على الطريق أو حتى قطعه من طرف مترجل تحكمه قوانين وتنظمه علامات واضحة يدركها القاصي والداني والصغير والكبير. وبقطع النظر عن مجلة الطرقات التي سوف نتحدث عن بعض جوانبها لاحقا، لابد أن نشير إلى جانب هام بخصوص هذا الموضوع والذي تحكمه ثقافة ووعي لابد أن يتربى عليها الفرد ويمارسه في كل حركة من حركاته في الشارع أو على الطريق.
إن قصدنا يتجه نحو ما يتعارف عليه بآداب الطريق، فهذه الآداب جملة من القيم التي علاوة على أنها تكتسب لدى الفرد، سائقا أو مترجلا، فهي تدخل في طباعه التي تربى عليها منذ الصغر، وسلوكه العام تجاه نفسه أولا ثم تجاه الآخرين. فجملة هذه الأبعاد تمثل في الحقيقة النصيب الأوفر التي تبرز تربية الواحد منا واحترامه للآخر، وهي علاوة على ما يتعلمه في وسطه العائلي، تستقى أيضا من البيئة الثانية واحتكاكه بالغير وممارسته اليومية في الشارع وعلى الطريق. فهل تتوفر جملة هذه السلوكيات لدى الجميع، وتبرز القناعة بها، والتصرف على قاعدتها؟
الحقيقة أن جملة هذه الأداب التي تعكس سلوكيات الفرد في الشارع قد تراجعت بشكل كبير، وظهر نوع من التجاوز لها يبرز في مظاهر متعددة يلاحظها الواحد منا في كل يوم وفي كل الأماكن. فما معنى أن يتعمد احدهم إرساء سيارته فوق ممر الراجلين؟ وما معنى أن يعمد آخر إلى ارساء سياراته في موقع مضاعف أو ثان لطابور السيارات الراسية على جانبي الطريق؟ وهل يعقل أن يسمع أحدنا كلاما بذيئا كلما أبدى ملاحظة في هذا الشأن؟ وهل يعقل ألا يحترم المترجل طريقة قطع الطريق أو لا يحترمه سائق سيارة ويفسح له المجال للمرور؟
إن جملة هذه الأسئلة يطرحها العديد من الناس في كل يوم، ولا يعبأون بها، بل تراهم يضربون بها عرض الحائط. وهكذا نلاحظ ضعفا في آداب الطريق وفي الأخلاقيات التي تحكم تصرفاتنا في هذا المجال، ولا ندرى إلى متى، وإلى أين سيؤدي مثل هذا التصرف في ظهور بعض الأمراض.
مجلة الطرقات والممارسات اليومية
إن ما توفر من قوانين بمجلة الطرقات في تونس، علاوة على قدمها الذي يعود إلى العشريات الفارطة، وكذلك العمل دوما على تطويرها، وتطعيمها على الدوام بتشريعات جديدة تواكب العصر وتطورات المجتمع، يجعل هذه المجلة رائدة وملمة بكل مجالات التعاملات على الطريق من حيث الحقوق والواجبات للفرد سواء كان مترجلا أو سائقا.
وجملة ما جاء في مجلة الطرقات، ومراقبة تطبيقها اللصيق، عكس في الحقيقة ثقافة هامة لدى الفرد التونسي مهما كانت سنه. وكان إلى حد غير بعيد يحترم قوانين الطريق، ويطبقها على الوجه الأكمل. فالمترجل يدرك متى يقطع الطريق، ومستعمل العربة يحترم إشارات المرور بكل أنواعها، ويدرك متى تكون له الأولوية، ومتى يفسح المجال لغيره. كما أنه كان يتقيد بهذه العلامات أينما كان على الطريق.
لكن وخلال السنوات الأخيرة على وجه الخصوص، برزت جملة من الممارسات الغريبة التي أفرزت مظاهر عناد وتطاول على قوانين مجلة الطرقات. فظهرت المجاوزات على اليمين واليسارالتي لم نكن نشهدها من قبل.. وباتت الأولويات لا تحترم وتمارس بشكل من التعنت والعناد والعنجهية، والأنكى في كل هذا أن الأضواء الحمراء و"حرقها" يمثل جريمة باتت لا تعني شيئا لدى البعض.. أما أساليب التهور في السياقة والسير على الطريق فقد أصبحت مظهرا من المظاهر التي نشاهدها في كل يوم، مما جعل الواحد منا لا يعرف من أين يداهمه الخطر على الطريق، ولا يتقيد بأولويته وحقوقه، بل يسعى إلى تجنب ممارسات الآخرين وأخطائهم.
إن جملة ما أشرنا إليه في هذا المجال يمثل خطرا يداهم الجميع، ويكثر من حوادث المرور التي يذهب ضحيتها المئات في كل سنة، كما أنه يعكس استخفافا بقوانين مجلة الطرقات، وفوق كل هذا تبقى حاجتنا ماسة إلى عودة وعي عميق بجملة هذه الجوانب، وخاصة بتكريس آداب وأخلاقيات السير على الطريق. ولعل كل هذا يدعو لا إلى حملات موسمية للوقاية من حوادث المرور، بل إلى تكريس دروس وحملات واسعة وتطوير مجالات الزجر والمخالفات إن إقتضى الأمر ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.