كثر الحديث في السنوات الأخيرة حول وضعية القناة الوطنية الثانية التي ظلت دون خط تحريري واضح ودون هوية وبعد ان راجت بعض الأخبار حول تحويلها الى قناة تعنى بالجهات تأكد من مصدر مطلع ان الوطنية الثانية ستتحول الى قناة اخبارية في القريب على اثر الاتفاق بين الهيئة والإدارة العامة للقناة. تونس (الشروق) وفي اطار إصلاح وتطوير المرفق العمومي أكد مصدر مطلع من الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري ل«الشروق» ان الرؤية اتضحت اخيرا لهذه القناة اذ تم الاتفاق بين الهيئة والر م ع للمؤسسة محمد لسعد الداهش على تحويلها الى قناة اخبارية تعنى بالأخبار السياسية والرياضية والثقافية دون التخلي عن جلسات مجلس النواب باستعمال تقنية "الديكروشينغ " بالنسبة للجلسات المطولة اذ يتم تمرير كامل النقاشات على تردد مواز . نفس المصدر اضاف أن هذا المشروع لقي التفاعل بين جميع الأطراف المعنية بالأمر مؤكدا انه سيتم الشروع في التنفيذ في القريب العاجل . من جهة اخرى قال محدثنا انه من المتوقع فتح باب التعامل مع إعلاميين وصحفيين من خارج المؤسسة للإستفادة من الخبرات والكفاءات خاصة وان هذا التوجه الجديد للقناة يتطلب مختصين في هذا المجال وذلك من اجل إنجاح المشروع . وانطلقت الوطنية الثانية في بداياتها باسم قناة 21 كقناة شبابية تعنى بالبرامج الخفيفة الموجهة للشباب كالمنوعات الموسيقية وغيرها ثم لم تصمد طويلا وضاع خطها التحريري وتحولت الى قناة دون هوية خاصة في فترة ما بعد 2011 اذ فقدت خصوصيتها وهجرها جمهورها وفي ظل هذا التوتر الذي تعيشه حاولت ان تأخذ منحى جهويا ثم منحى ثقافيا فلم تجد طريقها نحوهذا اوذاك وتحولت الى مجرد فضاء للإعادات الى جانب بعض البرامج ضعيفة المضمون ... ورغم بعض محاولات الإصلاح والإتجاه نحو ايجاد خط تحريري واضح للوطنية الثانية الا انها بقيت على حالها وفي الأثناء كثر الحديث حول تحويل القناة الى قناة تعنى بالجهات ثم الى قناة برلمانية باعتبارها تمرر جلسات مجلس النواب كما راجت بعض الأخبار ايضا الى تحويلها الى قناة ثقافية اورياضية ورغم ان بعض الرؤساء المديرين العامين الذين تداولوا على رئاسة المؤسسة هم من اقترحوا ووعدوا بذلك الا ان هذه الأخبار بقيت في حدود التصريحات ولم يتم تنفيذها على ارض الواقع . ويرى البعض من المطلعين على هذا الشأن ان الوضعية التي تعيش على وقعها الوطنية الثانية اثقلت كاهل المؤسسة دون فائدة منها لذلك اصبح المطلب ملحا حول جدية النظر في هذا الملف اذ بات من الضروري تأسيس استراتيجية اعلامية لهذه القناة على أسس ثابتة وسليمة حتى تكون مرفقا عموميا قادرا على الثبات والمنافسة وسط زخم هذا الفيض من القنوات وايجاد المضمون الجاد والجيد لكسب الجمهور واعادة الروح لهذا الفضاء .