كان من المفروض أن يقع الحسم في ملف مدرب الافريقي بسرعة حتى يتفرغ المشرفون على النادي الى عديد الملفات الاخرى – وما أكثرها – وكان من المفروض أن يتخذ رئيس الافريقي السيد عبد السلام اليونسي قرارا واضحا وحاسما خاصة أن الفشل لم يكن وليد الصدفة بل كان منتظرا ومتكررا منذ بداية الموسم .. انتظر أحباء الافريقي أن يتنكر اليونسي لعاداته ولومرة واحدة ويتخذ قرارا وضحا خاصة ان اقالة جوزي ريغا أصبحت مطلبا شعبيا – على حدّ عبارة رئيس الافريقي - ولكن ها أن الاحباء مازالوا في انتظار وضوح الرؤية. اليونسي يناقض نفسه مبدئيا أصبحت القطيعة بين المدرب البلجيكي ريغا والافريقي من تحصيل الحاصل وقد ذكر المدرب حرفيا أنه لن يفرض نفسه على الفريق طالما هناك اجماع على فشل التجربة ولكن السؤال المطروح: «كيف ستكون القطيعة؟» وهوسؤال لا يمكن أن يجيب عنه الا الرئيس الحالي عبد السلام اليونسي ولكن للاسف فإن اجابة هذا الأخير تضفي على الملف الكثير من الغموض بدل توضيحه. عندما تداولت عديد الأطراف اقالة المدرب البلجيكي أشار اليونسي أن التخلص من هذا المدرب لا يمثل أي عقبة بما أن العقد ينص على دفع الفريق ما يعادل الاجرتين في صورة التخلي عن المدرب وبما أن هذا الأخير يتحصل على 11 ألف يوروشهريا فإن الافريقي مطالب بدفع 22 ألف يورو لكن بعد ذلك تراجع اليونسي وأشار أن نادي باب الجديد مطالب بدفع 250 ألف دينار للمدرب في الصورة التخلي عنه ولسنا ندري إن كان رئيس الافريقي يتلاعب بالأرقام هكذا بمحض الصدفة أم أن الأمور اختلطت في ذهنه الى حدّ التضارب في الأقوال . ما هوواضح في هذا المجال أن الرؤية مازالت غير واضحة بالنسبة الى اليونسي وهومازال غير قادر على اتخاذ القرار. الاتفاق مع مارشان حاصل بالنسبة الى كل أحباء الافريقي والى كل خلق الله – الا الحيدوسي والخليفي – هناك اجماع على ضرورة طي صفحة المدرب البلجيكي وبالنسبة الى أحباء نادي باب الجديد فإن خليفة المدرب البلجيكي لا بدّ الا يخرج عن ثلاثة أسماء هم برتران مارشان وشهاب الليلي ومنتصر الوحيشي والجامع بين كل هؤلاء أنهم عارفون بما يحصل داخل النادي ولهم فكرة شاملة على الرصيد البشري وعلى المنافسين وعلى الكرة التونسية بصفة عامة وبما أن الهيئة غير قادرة على الحسم في الملف فقد بادر فوزي الصغير بالاتصال بالفرنسي بارتران مارشان وهناك استعداد لا مشروط من هذا الأخير للعودة خاصة أن تجربته في الموسم الفارط كانت ناجحة والحقيقة أنه الاختيار الأفضل في الفترة الحالية وقد أكد مصدر من داخل الهيئة أن الصغير اتصل أيضا بمساعد مارشان في الموسم الفارط وهوحمدة الطويري وهواختيار ناجح أيضا لأن تجارب هذا الأخير كانت دائما ناجحة بداية بإيكسبريا وصولا الى مارشان. الهيئة لم تأخذ بنصيحة المساعد واللاعبين ما هومؤكد أن عديد اللاعبين نقلوا كل ما يحدث مع المدرب الى المسؤولين سواء الاداريين أوالفنيين ولا بد من الاشارة أن لاعب مثل الذوادي له التجربة اللازمة لتقييم عمل المدرب وكان اتصل بالمسؤولين أكثر من مرة ليحيطهم علما ورغم أن اللاعب المذكور رفض ومازال يرفض الاشارة الى ذلك علنا فإن عديد المصادر تؤكد أن الذوادي أكد للمسؤولين منذ فترة كل ما يحدث وهوما أثبتته الأيام. طرف آخر حذّر المسؤولين من المصير الغامض الذي ينتظر الافريقي مع المدرب البلجيكي هوبالتأكيد المدرب المساعد عمر حمودة. قراءة المدرب الخاطئة عمقت أزمة الافريقي في نفس السياق يؤكد المدرب المساعد في الافريقي عمر حمودة أنه ابن النادي قبل أن يكون مساعدا للمدرب وأن هذه المدرسة علمته أن الاصلاح ضروري كلما كانت هناك أخطاء – وهي موجودة بكثرة – ولكن هذه المدرسة علمته أيضا أن يتم الاصلاح بين أسوار الحديقة وليس في وسائل الاعلام ورغم أنه يؤكد أن المدرب البلجيكي يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية فإنه يرفض الدخول في التفاصيل . بعيدا عن التفاصيل يعتقد مساعد مدرب الافريقي أن انتداب أي مدرب لا بد أن يكون حسب مقاييس مضبوطة وبعد دراسة شاملة ليس لمسيرته على الورق فقط وانما على الميدان ايضا ولوحصل هذا لتجنب الافريقي كل هذه المشاكل ويعتقد عمر حمودة أن العائق الأكبر بالنسبة الى المدرب البلجيكي – الى جانب عديد العوائق الاخرى طبعا – هوالقراءة السيئة للمقابلة وقد تجلى ذلك بوضوح في لقاء الملعب التونسي مثلا عندما أقدم المدرب على تغيير وسام يحيى وكذلك الذوادي وباصيرووهي اللحظة الفارقة في اللقاء ومثلت المنعرج الحقيقي . من جهة أخرى يعتقد حمودة أن الأهم بالنسبة الى الافريقي حاليا هوبالتأكيد اخضاع واقع الفريق الى ما يمكن أن نصطلح عليه ب«التشريح» حتى نحدد مواطن الخلل لأن هناك فشل فني وهذا عليه اجماع ولكن هناك مواطن خلل أخرى وهم كأبناء للنادي عليهم البحث لها عن حلول .