عبر عدد من السينمائيين عن غضبهم واستيائهم الشديدين من قرار والي قبلي سامي الغابي منع تصوير فيلم سينمائي في جهة قبلي معتبرين القرار عملية خطيرة فيها تهديد للحريات وتعد على حقوق المبدعين . تونس (الشروق) وكان والي قبلي قد منع في الأسبوع الماضي تصوير فيلم سينمائي في جهة قبلي بتعلة المس من قدسية العلم الوطني من خلال تصوير مشهد يظهر إنزال العلم التونسي ورفع راية داعش في احدى المخيمات . ويحمل الفيلم محل الجدل، وهوفيلم روائي تونسي مدعوم من وزارة الثقافة، عنوان " عزيز " انتاج شركة سيني تيلي فيلم لصاحبها حبيب عطية واخراج مهدي البرصاوي وبطولة سامي بوعجيلة ونجلاء بن عبدالله . وتدور احداثه في موفى 2011 أي قبل ظهور داعش حسب سيناريو الفيلم . أحداث الفيلم قبل ظهور داعش وأكد منتج الفيلم حبيب عطية في تصريح ل"الشروق" ان احداث العمل تدور في سبتمبر 2011، اي قبل ظهور داعش، متسائلا عن مبررات والي قبلي في اتخاذ قرار حظر تصوير المشاهد في قبلي . وأوضح ان فريق الفيلم اتصل بالوالي لتسهيل سير العمل الا ان هذا الأخير فاجأهم برسالة عبر الفاكس يحظر فيها التصوير دون حتى ان يلتقي فريق الفيلم اويناقش معه أسباب الحظر . وبين ان الوالي حدد موعدا مع فريق الفيلم لمناقشة حيثيات العمل ولكنه لم يحضر في الموعد متعلّلاً بانشغاله بأعمال اخرى ليفاجئهم في الأخير بفاكس يمنع التصوير . واعتبر حبيب عطية قرار والي قبلي بمنع التصوير مسألة خطيرة وسابقة في تاريخ السينما التونسية بعد الثورة مشيرا الى صدمة المنتج الفرنسي المشترك في إنتاج الفيلم حال علمه بالقرار . وأكد أن هذا الأخير استغرب كثيرا من قرار الوالي وتساءل ما اذا كانت مثل هذه القرارات موجودة في تونس وخصوصا بعد ثورة الحرية . جمعية المخرجين تندد ودعا حبيب عطية كافة السلطات من رئاسة الجمهورية الى رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية الى مراجعة هذا القرار والسماح بتصوير الفيلم لأن مثل هذه القرارات الخطيرة وغير المسؤولة يمكن ان تعود بالوبال على البلاد على الأقل في قطاع السينما لأنها ستنفر كل شركات الانتاج السينمائي الأجنبية من القدوم الى تونس والتصوير فيها . من جهته وصف المخرج السينمائي حبيب المستيري عضو جمعية مخرجي الافلام التونسية قرار والي قبلي بمنع تصوير فيلم سينمائي بالسابقة الخطيرة، وقال في تصريح ل" الشروق " ان مثل هذه القرارات لم تصدر حتى من السلط الأمنية . واكد ان الوالي بهذا القرار تجاوز صلاحياته لأن مثل هذه المسائل ليست من اختصاصه وإنما هي من اختصاص وزارة الثقافة التي منحت الفيلم رخصة تصوير في كامل الجمهورية، وعمل الوالي في نظره هو تسهيل عمل فريق الفيلم وليس التعدي على حقوق المبدعين وقرارات الوزارة . وتساءل المخرج ما اذا كان بإمكان الوالي منع الطيران في سماء قبلي اذا كانت لديه كل هذه القوة والسلطات . وأكد حبيب المستيري ان جمعية مخرجي الافلام التونسية بصدد إعداد بيان احتجاج واستنكار وادانة لمثل هذه القرارات الخطيرة وغير المسؤولة داعيا الجمعيات والمنظمات السينمائية والثقافية والمهنية الى التحرك لإيقاف هذه المهازل .