ما تزال خيبة الهزيمة الثقيلة في دربي العاصمة الصغير أمام الملعب التونسي تلقي بظلالها على أجواء النادي الإفريقي حيث هناك حالة من التفكك والفوضى إداريا ورياضيا وهو مؤشر سلبي قبل موعد هام أمام النادي الرياضي الصفاقسي ذلك أن فريقا بحجم الأحمر والأبيض لا يمكن أن ينهزم في موعدين كبيرين متتاليين كما أن هيئة عبد السلام اليونسي الضعيفة قد لا تكون قادرة على احتواء الغضب الجماهيري المتواصل لو فشل الفريق في النهوض بملعب الطيب المهيري. الأجواء في الفريق منذ يوم السبت الماضي كانت خانقة للغاية فالجماهير لم تتوقف عن مهاجمة الهيئة المديرة والإطار الفني واللاعبين حتى أن هناك من بات ينادي بتكرار سيناريو نوفمبر الماضي عبر الدعوة إلى جلسة عامة انتخابية تصحح أخطاء الصائفة التي جاءت بالهيئة الحالية. الحيدوسي وريغا جلس المدير الرياضي سفيان الحيدوسي إلى رئيس النادي عبد السلام اليونسي بين يومي السبت والأحد ليعلمه بأنه لم يعد قادرا على الاستمرار. اليونسي بدوره كان يبحث عن القطيعة وهو ما تم في النهاية ليغادر الحيدوسي كمتهم أول بإيصال الإفريقي إلى وضعيته الحالية في وقت أن من يتحمل المسؤولية الحقيقية لما آلت إليه الأمور في مركب المرحوم منير القبايلي هو الرئيس الحالي للفريق. من جهة أخرى يفترض أن يكون المسؤولون قد قاموا بفك الارتباط مع جوزي ريغا الذي يفترض أنه سيحصل على 4 أجور شهرية بقيمة 18 ألف يورو عن كل شهر باعتبار أن البلجيكي لم يحصل على أجرتين يضاف إليهم أجرتان عن قطع العلاقة التعاقدية ليكون ثمن الطلاق بالتراضي 230 ألف دينار. أزمات العادة على امتداد سنوات طويلة لم يكن المدرب أو اللاعبون الإشكال الحقيقي في النادي الإفريقي فالعيب التسييري ظل السبب الرئيسي وراء كل الخيبات. وساد الاعتقاد أن من عملوا مع سليم الرياحي قد تعلموا الدرس من أخطائهم السابقة غير أن دار لقمان ظلت على حالها وتابع الجميع خلال الصائفة التي ودعناها أخطاء لا تحصى في صياغة العقود وأيضا في التورط في صفقات ثبت لاحقا أنها ستتحول إلى نزاعات مستقبلا على غرار الثلاثي الكاميروني الذي أمضى للفريق قبل تسريحه دون فسخ للتعاقد. «عرابو الفشل» قفزوا من مركب الرياحي إلى سفينة الهيئة الحالية وها أن نتائج بداية الموسم تثبت أن الرئيس الأسبق للإفريقي لم يكن وحده عنوانا للفشل بل أن شركاءه اليوم هم من يسيرون الفريق. انقسام بين المسؤولين ارتكب عبد السلام اليونسي خطأ قاتلا عند تشكيله للقائمة واتضح ذلك بعد أيام قليلة من كسب المعركة الانتخابية مع مروان حمودية فالتناغم والتضامن فقد منذ البداية. وبدل الانسجام حل الانقسام وسط صراعات على المناصب والتدافع للتواجد في دائرة القرار والنتيجة أن الهيئة صارت مجموعة من الأحلاف متضاربة الأهداف. وفي الأيام الأخيرة اتّضح أن هناك إشكالا قائما بين طرفين على الأقل والحديث تحديدا عن نائب الرئيس مجدي الخليفي ورئيس الفرع حمزة الوسلاتي حيث يدفع كل منهما باتجاه قرارات يعارضها الآخر لمجرد المعارضة. وبين المتصارعين يقف عبد السلام اليونسي على منصة الحياد وغير قادر على اتخاذ قرار واحد قد يقود الفريق إلى بر الأمان وهو إشكال حقيقي ذلك أن منصبه كرئيس يفرض عليه أن يكون حازما وأن يتحمل المسؤولية. السويسي والبوثوري انطلقت الحصة التدريبية لمساء يوم أمس بشيء من التأخير بسبب بعض الجماهير الغاضبة التي حلت بالملعب الفرعي لانتقاد اللاعبين. حصة يوم أمس تخلف عن حضورها المدرب البلجيكي جوزي ريغا ومساعده عمر حمودة وهو ما يؤشر لرحيلهما معا. هذا وقاد الثنائي خالد السويسي وعماد البوثوري الحصة المسائية علما أن السويسي ينتظر أن يكون مساعدا للمدرب الجديد باعتبار أنه يحظى بدعم رئيس الفرع حمزة الوسلاتي. إلى ذلك يواصل الفريق مساعيه بحثا عن بديل لجوزي ريغا وعلى قائمة المطلوبين كل من برتران مارشان وشهاب الليلي ولو أن هناك من طرح اسم مدرب النادي البنزرتي منتصر الوحيشي الذي قد يكون أفضل حل في ظل الوضع الراهن فهو اتصالي بامتياز كما أنه يحسن ضبط إيقاع حجرات الملابس بشكل قد يعيد للفريق توازنه إعلاميا وأيضا رياضيا. للإشارة يجري الفريق اليوم لقاء ودّيا ضد المنتخب الأولمبي في زويتن (س 15) .