أكدنا في عدد الأمس أنّ الأمور في الترجي مفتوحة على كلّ السّيناريوهات والاحتمالات ورفضنا الجَزم والحَسم في مصير المدرب خالد بن يحيى الذي أقالته بعض الجِهات وثَبّتته بعض الجهات الأخرى. وهذا الأمر قد يكون نتيجة حَتمية لسياسة التَعتيم التي يسلكها شيخ الأندية التونسية بشكل يُغذّي التأويلات والتَخمينات وحتى الاشاعات من قبيل حكاية «البُونية» بين خالد بن يحيى و»ابنه» معز بن شريفية في حجرات الملابس. وبعيدا عن حالة الضّبابية في الحديقة «ب» وهي من المسائل التي وجب تعديلها مُستقبلا تشير المعلومات القادمة من محيط الجمعية أن زملاء رامي الجريدي سيستأنفون اليوم التمارين.. لكن بقيادة من؟ انطلاق التحضيرات الأنباء التي وصلتنا أمس تُفيد بأنّ برنامج الجمعية واضح ومُتّفق عليه منذ البداية حيث من المُقرّر أن يتدرب الترجي الرياضي اليوم في حديقته انطلاقا من الخَامسة مساءً وسيقود معين الشعباني المجموعة خاصة أن العَلاقة بين خالد وجمعيته الأم أصبحت فعلا في خبر كان منذ يوم أمس. وستكون أبواب الحَديقة مفتوحة للجماهير الصّفراء والحمراء لمواكبة أوّل حصّة تَعقب خَسارة صفاقس التي ساهمت في تَعكير الأجواء المُتوتّرة منذ فترة بسبب التوجّهات العامّة للمدرّب الذي فقد مُؤخرا السّيطرة على أعصابه وهو ما لاحظه الجَميع قبل «الكلاسيكو» وبَعده. والثابت أن نادي «باب سويقة» سيعود اليوم إلى أجواء التمارين خاصّة أن المُواجهة القارية أصبحت على الأبواب وتحتاج الجمعية إلى تحضيرات استثنائية لقلب الأوضاع. علاقات مُتوتّرة ليس من الصّعب مُلاحظة التوترات الكبيرة في علاقة خالد بن يحيى مع اللاعبين وحتى مع المسؤولين. ورغم أن الروايات المُتعلّقة بخلاف بن يحيى مع بن شريفية وصِراعه الخَفي مع أهل الدار بسبب الخيارات البشرية بقيت تَتأرجح بين النَفي في الخِطابات الرسمية والتأكيد في الكواليس فإن مصادرنا تفيد بأن المدرب دخل فعلا في «مَعركة» فنية وكلامية ساخنة مع غيلان الشعلالي عشية التحوّل إلى عاصمة الجنوب. وَتُؤكد مصادرنا التي لا يَرقى لها الشكّ أن خالد وضع لاعبه الدولي خارج ورقة اللقاء وأمره بتحسين «لياقته البدنية» ليجد مكانا في التشكيلة الأساسية لشيخ الأندية التونسية. ولئن يتفهّم البعض وِجهة نظر المدرّب بوصفه صاحب القرار الأول والأخير فإنّ الكثيرين لم يهضموا وضع اللاعب خارج القائمة الموسّعة خاصة أنه من غير المعقول أن يَنقلب الشعلالي بين عشيّة وضُحاها من عنصر مُؤثّر في خط الوسط إلى لاعب عادي ولا مكان له حتّى في لائحة ال 18. بن يحيى كان من مُكتشفي وداعمي الشّعلالي في الحديقة وهو ما قد يَنفي عنه تُهمة التَعسّف على لاعبه لكن هذه الحَادثة المُتزامنة مع وضع «الكَابتن» شمّام خارج رحلة صفاقس لحسابات فَنية (تَجهيز اليعقوبي لمباراة «غرّة أوت» بسبب العقوبة المُسلّطة على خليل) قد تُقيم الدليل على اتّساع الهُوّة بين المدرب وعدد من لاعبيه. المصلحة العامّة العلاقات المُتصدّعة بين المدرب ولاعبيه «ورّطت» خالد مع المسؤولين وفَرضت حسب البعض «الانفصال» خدمة للمصلحة العامّة التي دفعت أهل الدار إلى «التضحية» ببن يحيى وهذا ما أكده البلاغ الرسمي «والمُقتضب» الذي ظهر مساء أمس على موقع الجمعية. ومن المعروف أنّ عدّة مدربين في الترجي دفعوا غاليا ثمن خِلافاتهم مع «النجوم» ونستحضر على سبيل الذِّكر لا الحصر عمّار السويح الذي ظهر خلال الساعات الأخيرة كمرشّح بارز للرّجوع إلى الحديقة «ب». هذا في الوقت الذي يدعم فيه البعض ملف الفرنسي «برتران مارشان» المُرشّح أيضا لقيادة الافريقي. ومن الواضح أن الترجي سيسدّ الشغور الحالي بالمدرب المساعد معين الشعباني في انتظار البديل المُناسب.