لن نتعرض في هذا المقال للعلاج المتعارف (الجراحة-العلاج الكيميائي- العلاج بالأشعة) ولن نصدر أحكاما عليه ولكن ما يهمنا بالأساس هو أهمية الوسائل الطبيعية في مقاومة هذا المرض. لا يسعنا قبل كل شيء أن نتعرّض لأهم أسباب هذا المرض. يصيب سرطان الثدي امرأة من كل ثماني نساء في بلجيكا وفرنسا والولايات المتحدة وقد ارتفعت هذه النسبة على مدى الأربعين سنة الماضية. وفقا لمعهد غوستاف روسي المتخصص في علاج سرطان الثدي: «سرطان الثدي هو السبب الرئيسي لوفاة السرطان لدى الإناث مع تسجيل 11900 حالة وفاة في عام 2015». سرطان الثدي هو السرطان الأنثوي الأكثر شيوعا فهناك 1.5 مليون حالة جديدة كل عام. من بين الأسباب نذكر: - التلوث: الناتج عن المواد التي نستنشقها أو نتناولها في الطعام أو نلمسها وهي عديدة وأهمها المعادن الثقيلة والأشعة المؤيّنة ومواد بلاستيكية وغيرها. - تناول هرمونات الأستروجين والبروجسترون: أكدت دراسة حديثة نشرت قبل في 7 ديسمبر 2017 في مجلة نيو أنجلاند أن هناك علاقة مباشرة بين وسائل منع الحمل النسائية وسرطان الثدي. كانت الحقيقة معروفة بالفعل. شملت الدراسة 1.8 مليون امرأة ولمدة 11 عامًا تقريبًا ، مما يجعلها غير قابلة للجدل. لا يعني ذلك أن البلدان الغربية قد تخلّت عن الحرية الجنسية وعن التنظيم العائلي ولكن المسألة تتعلق باختيار أنجع الطرق وأقلها ضررا على صحة المرأة. - الإجهاد الجسمي والنفسي: بالرغم من كل النضالات النسوية من أجل المساواة، فلا زلن يتحملن أكثر المسؤوليات إجهادا وتأثيرا على نفسيتهن. إنهن يعملن ويهتممن بالأطفال أكثر من الآباء. كما يحدث أن يعتنين بوالديهن وحتى أهل أزواجهن. نضيف لذلك الإرهاق النفسي خصوصا لدى سكان المدن الكبرى والمرتبط بمشاق الحياة. - الوراثة : تعد الاستعدادات الوراثية مسؤولة عن حوالي 5٪ من سرطانات الثدي. عموما، فإن المخاطر الجينية محدودة جدا. - نمط الحياة: زيادة الوزن والتدخين والاستهلاك المفرط للكحول هي عوامل خطر لتطور أنواع مختلفة من السرطان بما في ذلك سرطان الثدي وقد ركزت الدراسات الوبائية بشكل رئيسي على دراسة الصلات بين خطر سرطان الثدي والنظام الغذائي والنشاط البدني والسمنة والتدخين والتعرض للإشعاع المؤيّن. - العمل الليلي: تم تصنيف العمل الليلي على أنه عامل سرطنة محتمل. - المبيدات: في المزارع يقع رش المبيدات وتتعرض المرأة للتسمم بالمبيدات. قد يحدث ذلك أيضا من خلال التلوث المنزلي وغسل الملابس الملوثة أو معدات العمل. أخيرا، يجب التأكيد إلى التعرض للمبيدات في صفوف العمال الزراعيين خصوصا في البلدان النامية حيث لا رقيب ولا مراقبة ولا مجرد وسائل وقاية. يرتفع خطر الإصابة بسرطان الثدي في صفوف النساء العاملات في مجال الزراعة كالإصابة بالسرطان المرتبطة باستعمال مبيدات الأعشاب acide 5-trichlorophenoxyacetic وglyphosate وغيرها. ( انظر الأمراض المهنية والبيئة، المجلد 79 ، الإصدار 3 ، ماي 2018 ، الصفحة 410) في 8 مارس 2017، أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقريراً أكّد فيه على الأضرار الناتجة عن استعمال المبيدات الحشرية كتأثيرها على الغدد الصماء وتسببها في أمراض كالسرطان. تتهم الأممالمتحدة شركات المبيدات باعتمادها استراتيجيات تسويق عدوانية وغير أخلاقية والضغط على الحكومات بطريقة غير ملائمة لعرقلة إصلاحات تقيّد استعمال المبيدات. - سرطان الثدي والألمنيوم: أكدت دراسة نمساوية حديثة وجود صلة وثيقة بين وجود الألمنيوم في مزيلات العرق ومخاطر الإصابة بسرطان الثدي. فلقد قام فريق من الباحثين من جامعة إنسبروك (النمسا) بفحص مخاطر وجود أملاح الألومنيوم في مزيلات العرق ومضادات التعرق وشملت دراستهم 209 نساء مصابات بسرطان الثدي و209 نساء بصحة جيدة. وفقا لنتائج بحثهم، فإن النسوة اللاتي يستعملن عدة مرات في اليوم من مضادات التعرق التي تحتوي على الألمنيوم وعلى الإبطين معرضات أكثر للإصابة بسرطان الثدي. فذلك يسمح للألمنيوم «بالتسلل بسهولة أكبر». تؤكد هذه النظرية دراسة سويسرية سابقة أجريت على الفئران في عام 2016.