تونس الشروق: الحبيب الميساوي فمن الحرث والزرع الى الحصاد والتحويل الى تربية الماشية والدواجن والارانب وانتاج العسل وتثمين الصناعات التقليدية، تساهم نساء الارياف ب83 بالمائة من الناتج الفلاحي الخام في تونس. ومع ذلك، لا تستفيد هذه الشريحة من نفس الحقوق التي ينتفع بها الرجال. فعلى مستوى الاجور، يتقاضين مرتبات اقل بكثير من التي يتقاضاها الرجل وقل وندر ان تجد من بينهن من تنتفع بالتغطية الاجتماعية. إلى ذلك، تتعرض هذه الشريحة الى مختلف المظالم الاجتماعية سواء داخل الاسرة او في مواقع الانتاج. وحسب نتائج المسح الوطني للعنف ضد المراة، يتبين ان النساء في المناطق الريفية يتعرضن للعنف بشكل دوري حتى ان هذه الظاهرة تعتبر عادية ولا تستوجب العقاب. مظالم بالجملة... أصبح المشهد عاديا لدى التونسيين وهم يشاهدون عشرات النساء محشورات داخل العربات والجرارات وكأنهن قطيع من الدواب. هؤلاء النسوة هن عاملات في القطاع الفلاحي يتم نقلهن يوميا بطريقة مهينة حتى انه بات عاديا ان يلقى البعض منهن حتفه بسبب عشرات حوادث المرور. ورغم ان وزيرة المراة كانت تعهدت في مارس خلال الدورة 62 للجنة أوضاع المرأة بنيويورك «الى مضاعفة الجهود الحكومية في تونس لتمكين النساء والفتيات في الريف ومزيد الارتقاء بأوضاعهن فان اوضاع المراة الريفية في تونس تزداد سوءا يوما بعد يوم». بالارقام، اشارت دراسة لرابطة حقوق الإنسان أن 64 بالمائة من النساء الريفيات العاملات لا يتمتعن بالتغطية الاجتماعية ويعملن دون عقود، إضافة إلى عدم المساواة بينهن وبين الرجال في الأجور وفي عدد ساعات العمل.و تمثل" المرأة نحو 60 بالمائة من اليد العاملة في القطاع الفلاحي في تونس، بحسب إحصائيات رسمية، وهي بذلك تعتبر أبرز المسؤولين عن أمننا الغذائي، الا انها الأقل حظا في التنمية والتعليم والرعاية. فتتجاوز نسبة الأمية لدى الريفيات 30 في المائة، وتفوق نسبة المنقطعات عن التعليم في سن مبكرة 65 بالمائة حسب إحصائيات رسمية، ووفق المعهد الوطني للإحصاء، فإن المرأة تساهم في تونس بنسبة 68 بالمائة من الدخل القومي الخام، وتؤمن إنتاج الخضر والغلال بنسبة 90 بالمائة". نجاحات... رغم هذه الاوضاع الصعبة والظروف المهينة، تحقق المراة الريفية في تونس نجاحات كبيرة في شكل مشاريع مندمجة لتثمين المنتوج الفلاحي كمجمع لانتاج وترويج منتوجات فلاحية من خمس قرى هي عش الزيتون وأولاد زيد والكحايلية والحمام وقلالة من معتمدية نفزة بولاية باجة. ومجمع تثمين ثمرة التين بتيبار ومجمع تربية الماشية بسليانة. هذه المشاريع وغيرها تديرها بنجاح نساء.