كم هدفا سيسجّل المنتخب الوطني؟ هذا السُؤال الأكبر الذي سَبق لقاء «النّسور» أمام النيجر في نِطاق الجولة الثالثة من التصفيات المُؤهلة ل»كان» الكامرون عام 2019. الجميع انتظر مهرجانا تَهديفيا وعَرضا فنيا كبيرا قياسا بالضّعف الفادح للخَصم الذي كذّب للأمانة كلّ التكهنات وأحرج عناصرنا الدولية الفائزة بشقّ الأنفس (1 / 0). فماهي الأسباب الكامنة وراء الصعوبات التي حالت دون تحقيق انتصار عريض وتَقديم مردود غزير؟ الحقيقة أن عدّة عوامل ساهمت في «الغَصرة» الكبيرة التي عاشها فريق البنزرتي أمام النيجر ويُمكن أن نَختزل هذه العَوائق في النّقاط التالية: 1) رغم حرص المدرّب على تَحذير لاعبيه من «فخّ» الاستسهال فإنّ المنتخب أخفق في القيام بالتحضيرات الذِهنية اللاّزمة للتعامل الجَيّد مع لقاء النيجر القادم إلى رادس بهزيمة «كَارثية» أمام مصر (6 مقابل 0) وقد «وَرّط» «الفَراعنة» البنزرتي من حيث لا يَعلم بما أنّ الكَثيرين انتظروا فوزا مُماثلا على النيجر. 2) من الواضح أنّ الخطّة التَكتيكية للبنزرتي لم تكن مدروسة بشكل جيّد وهُناك شبه إجماع على أن تركيبة المِنطقة الأمامية لم تكن مُوفّقة كما أن انتشار بعض اللاعبين لم يكن واضحا وغَلبت عليه الفَوضى (على غرار تَمركز السليتي والصّرارفي) 3) تَفنّن لاعبو المنتخب في إهدار الفرص السّانحة للتهديف خاصّة تلك التي تحصّل عليها السليتي والخنيسي... 4) حَاول البنزرتي اختراق دفاع النيجر من خلال صعود الظهيرين حمدي النقاز وأسامة الحدادي لمعاضدة الهجوم غير أن اسهامات هذا الثنائي افتقرت بدورها إلى الفاعلية رغم أنّهما بذلا مجهودات كبيرة. 5) بعض العناصر الدولية لم تكن في أتمّ الجَاهزية الفنية والبدنية بسبب «بِطالتها» الكُروية أوعودتها من اصابات مثل الشعلالي وفخرالدين بن يوسف وهُناك أيضا عدة أقدام تعيش فترة فراغ مثل المهاجم ياسين الخنيسي. 6) لم يُحْكم البنزرتي التصرّف في ورقة الصّرارفي الذي راح ضَحية الخيارات التكتيكية العَقيمة وتشنّجه المُفرط نتيجة الضغوطات المفروضة عليه من الإعلام والجمهور حيث كانت جَميع أضواء رادس مسلّطة عليه. 7) افتقد المُنتخب حَتما إلى لمسة وهبي الخزري الذي بوسعه أن يُحدث الفارق ويُوفّر الحلول حتّى وإن لم يكن في أفضل حَالاته الفنية والبدنية. 8) تَنظيميا، كانت كلّ المُؤشرات الواقعية تُوحي بأن الجامعة لم تستعدّ كما يجب للقاء خاصة على مستوى التسويق للمباراة التي كانت تحتاج إلى مجهودات قياسية لاقناع الناس بالحضور وذلك نتيجة الاعتقاد الراسخ والخاطىء بضعف الخصم. وربمّا كان من الأفضل برمجة المباراة في ملعب أصغر من حيث طاقة الاستيعاب و»أسخن» على مستوى الأجواء (المنستير نموذجا). 9) تعرّض النيجر إلى «طريحة» على يد زملاء صلاح ويبدو أن هذه الهزيمة الثَقيلة أخفت الامكانات الحَقيقة لهدّاف الفريق بقيادة مُدرّبه الايفواري والخَبير بالكرة الافريقية «فرانسوا زاهوي» الذي درس جيّدا مؤهلات منتخبنا واستطاع ايقاف «المَاكينة» الهجومية بل أنّه كان قاب قوسين أوأدنى من «سَرقة» فرح الفرحة التونسية التي كانت للأمانة منقوصة لضعف الاداء وغياب الروح حتى أن شقّا من الأحباء غادروا رادس قبل دقائق من الصّافرة النهائية للحكم الغابوني «أتوغو».