تستوقف المتجول في مدينة لافيات ونهج القرش الاكبر بالعاصمة، عمارات ومبان يبدو شكلها وكانها على وشك السقوط، وهذا الخطر تضاعف بعد نزول كميات من الامطار، اغرقت هذه المباني... تونس (الشروق) بنايات بمجرد المرور من امامها تنتابك حالة من الخوف والهلع فهي آيلة للسقوط في أي لحظة، وهذه المخاوف تعمقت، بعد نزول كميات كبيرة من الامطار، ادت الى انزلاق الارض وانهيار بعض الاسقف في الفترة الاخيرة وتشقق بعض الجدران التي مضى على بنائها 60 عاما لم تستطع الصمود في وجه الامطار. وفي مدينة تعتبر قطبا تجاريا بالعاصمة، لكنها في المقابل تخفي وراءها العديد من الاشكاليات والصعوبات وخطرها يتضاعف مع نزول الامطار، فهي بنايات مهددة بالسقوط وبعضها احدث اضرارا لعمارات مجاورة لها التي بدورها اصبحت تتمايل وتخضع من حين لاخر الى عمليات صيانة رغم حداثتها. لافيات تغرق في الامطار ومع اول قطرة من المياه، تغرق مدينة لافيات ويجد متساكنوها انفسهم وسط برك من المياه التي تداهم منازلهم، وتهدد حياتهم، وهذه المدينة التي يعود تشييدها الى حوالي 60 عاما، تزخر ببنايات عشوائية تسمو سنة بعد اخرى نحو الاعلى دون مراعاة لضوابط هندسية. وقال مواطنون تحدثت اليهم «الشروق» ان بعض المساكن مع اول نزول الامطار تغرق في المياه والاوحال، والامطار مما ادى الى تصدعها وتهاوت بعض اجزائها، كما ان أسقفها لم تصمد وبعضها سقط، ولحسن الحظ فانها كانت خالية من المتساكنين. وتابع احد المواطنين الذي كان بصدد حراسة سيارات، بماوى بدوره مهدد اذ انه تطل عليه عمارة على وشك السقوط وبعض جدرانها تشققت، اكد ان خطر انهيار تلك البناية يمكن ان يتم في اي لحظة، وقد يؤدي ذلك الى تضرر السيارات، مضيفا ان هذه المدينة تفتقد الى الصيانة، وان اغلب القاطنين بهذه المباني مجبورون على البقاء لانهم متسوغون تلك المنازل باسعار زهيدة. وحسب بعض المواطنين فان مدينة لافيات تتقهقر يوما بعد يوم وتغيب معالمها ويعرض تاريخها للعبث، داعين الدولة الى القيام بعمليات صيانة الى منازلهم ومحلاتهم التجارية التي تضررت . قرارات هدم... لكن وجدير بالذكر انه حسب دراسة سابقة قامت بها وزارة التجهيز، فان تونس الكبرى تزخر بحوالي 120 بناية مهددة بالسقوط. واكدت مصادر مطلعة ان وضعية هذه المباني معقدة فجلها تعود ملكيتها الى الاجانب ولا توجد صيغة قانونية لكيفية تصرف الدولة فيها، كما ان مصالح الشرطة البلدية عجزت عن ارغام سكانها على الخروج منها، لهدمها رغم انها تشكل خطرا على المواطنين. واكد نفس المصدر ان اغلب هذه البنايات صدرت بشانها قرارات هدم، بعضها لم ينفذ والبعض الاخر تعذر تنفيذه لتمسك المواطنين بتلك المساكن رغم انها تشكل عليهم وعلى المارة والجيران مخاطر. بعد الامطار... تضاعف المخاطر من جانبه، اكد نقيب المهندسين التونسيين فخر الدين خليفة في تصريح ل»الشروق»، ان خطر سقوط هذه البنايات اصبح مضاعفا بعد نزول الامطار الاخيرة التي ادت الى مزيد انزلاق الارضية، مؤكدا ان غياب قنوات لصرف مياه الامطار ادى الى تفاقم الاضرار. واوضح خليفة ان قنوات صرف مياه الامطار يجب ان تكون معزولة عن قنوات الصرف التابعة لديوان التطهير، لتفادي الفيضانات والمخاطر، مؤكدا ان عدم صيانة تلك البنايات وتشييد عمارات لا تستجيب لشروط الضوابط الهندسية ادى الى تفاقم المخاطر وهناك تهديد لسلامة المتساكنين. واكد خليفة ان وزارة التجهيز والمصالح البلدية، عليها اتخاذ الاحتياطات والاجراءات اللازمة لضمان سلامة المواطنين. من جهة اخرى، فان العديد من المؤسسات البنكية والمالية والعمومية بشارع محمد الخامس، واصلت امس شفط المياه التي غمرت الطوابق السفلية لها، وحسب المشرفين عليها فان الامطار ادت الى توقف انشطة هذه المؤسسات وان عملية شفط المياه جارية.