قبل لحظات من انطلاق لقاء الترجي و»غرّة أوت» قال البعض إن ملامح معين لا تَبعث على الاطمئنان ومن الواضح أنه «يَرتعد» خوفا من هذه المواجهة المَصيرية في المسيرة القارية ل «المكشخين». لكن مع الصّافرة النهائية للقاء رُفع الرجل على الأعناق مؤكدا أن من هَزم هلال «أم درمان» في 2005 بعد أن كان الأشقاء مُتقدمين بثلاثة أهداف كاملة لا يعرف الخَوف ولا وجود في قاموسه لعبارة مُستحيل. الشعباني أخذ المشعل عن بن يحيى وعَبر بالجمعية إلى «الفينال» القاري الأضخم وهو مكسب كبير يحمل في طيّاته الكثير من الإشارات الرّمزية منها القدرات التدريبية لأبناء الدار والنّظرة الثاقبة للمسؤولين الذي مَنحوه فرصة العمر وقد كان معين في المستوى المأمول. ما أشبه باليوم بالأمس رغم تَغيّر الأسماء وتبدّل الظروف فإن السيناريو المثير الذي عاشه الترجي أمس الأول في رادس جعل مُحدّثنا يسترجع ذكريات 2005 وتحديدا ذلك اللقاء الافريقي الكبير أمام الهلال السوداني حيث قلب الشعباني واللطيفي وزعيم وبقية اللاعبين الطاولة على السودانيين وتمكّنوا من تسجيل خماسية كاملة في آخر عشرين دقيقة من المباراة بعد أن كان زملاء طمبل مُتقدمين بثلاثة أهداف. ويؤكد معين في تصريحه ل «الشروق» إن العمل الأبرز في الفترة الأخيرة انصبّ على شحن «الكَوارجية» ودفعهم لتفجير طَاقاتهم وردّ الفعل ويؤكد الشعباني في هذا الصّدد:» لقد فزنا على «غرة أوت» بفضل مردودنا البطولي وتركيزنا العالي وشخصيتنا القوية وقد تحدثت قبل اللقاء مع اللاعبين وأشعرتهم بحجم المسؤولية المُلقاة على عاتقنا من قبل المسيرين والمحبين. والحقيقة أنه لم يكن بوسعنا أن نَخذل تلك الحشود الجماهيرية الكبيرة التي جاءت من كلّ مكان نُصرة للفريق وأملا في التأهل إلى «الفِينال». ولابدّ من توجيه تحية إكبار إلى الأنصار الذين ساهموا بقسط وافر في هذا الترشح شأنهم شأن الهيئة المديرة برئاسة حمدي المدب الذي منحني ثقته في هذا الامتحان العسير وقد كان لِزاما أن أكون في مستوى الحدث بمعية كلّ زملائي في الإطار الفني المُوسّع ونستحضر منهم على سبيل الذّكر لا الحصر التراوي وشوشان والبوعزيزي والمثلوثي والحمادي والعروسي والنّجار وبن أحمد...وغيرهم. شكر كبير لبن يحيى رَفض الشعباني الركوب على الأحداث ولم يَنسب لنفسه هذا المكسب حيث قال إن ترشح الترجي تحقّق أوّلا وأخيرا بفضل دعم الأنصار والعَمل الجبّار للمسؤولين وأضاف مدرب الفريق أن الواجب يُحتّم عليه التقدّم بتحية شكر إلى «مُعلّمه» خالد بن يحيى الذي كان قائدا للسفينة الصفراء والحمراء منذ انطلاق مُغامرتها القارية قبل أن يغادر النادي في الفترة الأخيرة. ماذا عن التغييرات؟ في سؤال عن التغييرات التي أحدثها الإطار الفني الحالي ليجتاز امتحان الأنغوليين بسلام قال الشعباني إن الفريق حاول قدر المستطاع أن يستهل اللقاء بشكل مُتوازن ويبتعد عن التسرّع مع دفع اللاعبين إلى التقيّد بالتعليمات التكتيكية وبذل مجهودات اضافية خاصة أن الجمعية كانت تُصارع الوقت لقلب المعطيات والخروج بوثيقة التأهل إلى «الفينال». واعتبر الشعباني أن الإطار الفني اجتهد كثيرا لضمان بداية جيّدة علاوة على التعامل بدقة عالية مع التغييرات التي يمكن القول إنها حقّقت المطلوب كما هو شأن الجويني الذي ساهم في تعزيز النجاعة الهجومية وسجل هدفا مُهمّا قبل أن يأتي الهدف الرابع والحَاسم للبدري. للمراجعة لم يُخف الشعباني جملة النقائص التي يشكو منها الفريق والتي سيعمل الإطار الفني على تداركها في أقرب الآجال وقال الشعباني إن التركيز سينصبّ الآن على لقاء البطولة ضدّ حمام الأنف وسيقع في الأثناء إجراء جملة من التحسينات وأكد معين أن سفير الكرة التونسية سيكون جاهزا لرفع التَّحدي أمام الأهلي المصري. أخطاء من الجَانبين كان معين أمينا في حديثه عن الهدف المُلغى للأنغوليين وقال إنه هدف شَرعي لكن الحكم الزمبي ارتكب في الوقت نفسه عدّة هفوات في حق الترجي خاصة بعد أن تَغافل عن ضربة جزاء لفائدة البلايلي بعد عرقلة واضحة من الحارس.