لم يعد خافيا على احد بان التونسي ياكل السموم مع الخضر والغلال والخبزتماما كمن ياكل السم في الدسم ولكن للأسف يبدو انه مازال خافيا على وزارة الفلاحة ان عدم مكافحة الغش في المبيدات وعدم الحرص على ارشاد الفلاحين لحسن استعمالها هو جريمة والصمت على الدمار الذي تسببه المبيدات المغشوشة لصحة الانسان وحياته وتاثيرها على التوازن البيئي جريمة بشعة. جميع البلدان المتقدمة تشتغل على ملف المبيدات وتسهر على تجنيب مواطنيها واراضيها الاثار الجانبية التي ترافق الادوية من خلال مراقبة الدواء من المخبر اين يتم احترام مواصفات الصنع الى الفلاح حيث يتم ارشاده حول كيفية صنعها وصولا الى المراقبة المشددة على مسالك التوزيع لمنع ترويج أي دواء مغشوش ومنع ترويج أي دواء ثبت انه يحتوي على خطورة على صحة الانسان. والسؤال اين نحن من كل هذا في بلادنا حيث الارشاد الفلاحي نائم في العسل مكرها لا بطل في بعض الاحيان لان امكانياته محدودة الى درجة عدم توفر سيارة للقيام بزيارات ميدانية للحقول؟ وأين نحن من كل هذا و»حوانت» بيع المبيدات منتشرة في كل الجهات بلارقيب؟ وأين نحن من كل هذا والفلاحون في تونس يعتمدون مبيدات تم منعها في البلدان الاوروبية بسبب مخاطرها الصحية ؟. قد تصعب علينا العودة الى الوراء حيث كانت جميع المنتوجات الفلاحية بيولوجية وكان الفلاح لا يعتمد المبيدات باستثناء الأسمدة العضوية وهو طلب خبراء البيئة والاطباء الا انه لن يصعب علينا مراقبة نجاعة هذه الادوية وترشيد استهلاكها واعادة الارشاد الفلاحي الى العمل للحد من اضرارها الجسيمة .