اجتمع صباح أمس في فندق «لايكو تونس» لفيف من المسؤولين ورجال الأعمال في مسعى لإعادة احياء قطاع النسيج والأحذية الخارج لتوّه من سنوات الجمر التي فقدت خلالها عشرات المؤسسات ونحو 40 ألف موطن شغل وفق الأرقام الرسمية. الشروق تونس: اللقاء نظمته وكالة النهوض بالصناعة التي أسندت لها الحكومة مسؤولية المساعدة الفنية للمؤسسات للخروج من المناولة التي لم تعد تغني ولا تسمن من جوع إلى جانب وضع مخطط اتصالي وترويجي يعطي شعار «صنع في تونس» محتوى حقيقيا. قاطرة الصناعة سمير البشوال المدير العام لوكالة النهوض بالصناعة أكد أن اللقاء يأتي بهدف دفع المنحى التصاعدي لمؤشرات قطاع النسيج والأحذية الذي بدأ عام 2016 عقب مرحلة ركود دامت عدة سنوات معتبرا هذا القطاع قاطرة الاقتصاد الوطني بوصفه يضم نحو 1960 مؤسسة ويستقطب ثلث اليد العاملة في قطاع الصناعات المعملية. ومن جانبه اعتبر سليم الغرياني وزير الصناعة في تصريح ل«الشروق» أن مساندة مسار عودة انتعاشة قطاع النسيج والأحذية هي مسؤولية مشتركة لكل مكونات المجتمع مشددا بالخصوص على أهمية رهان «استهلك تونسي» وشمولية تعاطي الحكومة مع القطاع من خلال دعم المساعدة الفنية والترويج بالتوازي مع مكافحة التهريب وترشيد الواردات المنظمة من عدة أنحاء في العالم. ولاحظ وزير الصناعة وجود منحى تصاعدي لمؤشرات القطاع الذي احتل مكانة هامة في نوايا الاستثمار الصناعي خلال العام الحالي التي أدركت عتبة ثلاثة مليارات من الدنانير. نتائج إيجابية.. لكن؟ في المقابل أكد هشام اللومي نائب رئيس منظمة الأعراف على ضرورة اتخاذ عملية لدعم بوادر انتعاشة القطاع خاصة في مجال مكافحة التهريب وفرملة التوريد المتوحش لمنتوجات النسيج والأحذية خاصة من آسيا وتركيا مشيرا إلى أن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة أواسط 2017 كان لها تداعياتها الايجابية على القطاع. وفي السياق ذاته أطلق عدد من رجال الأعمال المشاركين في الملتقى صيحة فزع إزاء تغول التهريب والتوريد المكثف لمنتوجات النسيج والأحذية مؤكدين أن هذه العوامل تفرمل نسق استعادة الانتعاشة في هذا القطاع. وأكد منعم الطبوبي صناعي في مجال الأحذية أن نحو 90 ٪ من مصانع الجلود والأحذية اندثرت بسبب التهريب والمنافسة غير الشرعية لتجارة الأحذية المستعملة. نقص اليد العاملة ومن جانبه أشار ياسين شيخ روحه وكيل شركة مختصة في صناعة مكونات الأحذية أن الارادة المتوفرة اليوم لدعم الاحاطة الفنية بالمؤسسات وفتح آفاق الترويج يجب أن يوزيها مجهود آخر لوقف المنافسة غير الشرعية التي أفرزها تغوّل القطاع الموازي. وفي السياق ذاته اعتبر شكري طريفة صاحب مجموعة مختصة في صناعة النسيج والملابس أن نقص اليد العاملة المختصة إلى جانب تغول التهريب وتداعيات تواصل الأزمة الاقتصادية في أوروبا هي أهم العوامل التي تبطئ نسق الانتعاشة الجديدة لقطاع النسيج والملابس.