في الأردن اعلن كل من وزير السياحة ووزير التربية الاستقالة من الحكومة على خلفية موت عدد من الأطفال والتلاميذ أثناء رحلة مدرسية الى منطقة البحر الميت بسبب السيول ونزول الأمطار . حدث هذا في الاْردن أما في تونس فقد تسبب نزول الأمطار بقوة في وفاة الكثيرين في مناطق عديدة دون ان يؤدي ذلك الى استقالة وزير او اي مسؤول في الدولة . الوزراء في تونس لايستقيلون ولا يتغيرون الا بتحوير وزاري رغم فشلهم وعجزهم عن تقديم أية اضافة... هناك وزراء في تونس اقترنت أسماؤهم بالفشل ولم نر لهم إنجازات بل ان وجودهم زاد من تعقيد الأمور وتراكم المشاكل ولا احد منهم اعلن الاستقالة بشرف واعترف بانه فشل واعتذر من الشعب. كل الوزراء في تونس ارتكبوا حماقات واخطاء لكنهم ظلوا متحصنين بأحزابهم وبتحالفاتهم القائمة على المصالح والحسابات الضيقة. في الأردن يستقيل وزراء لأنهم قصروا في واجبهم وفي تونس يحدث العكس ويتمسك كل وزير فاشل ومقصر بمنصبه. على مدى أشهر طويلة يعاني التونسيون من فقدان الدواء وانهيار خدمات المستشفيات ورغم ذلك هناك من يتحدث عن نجاح وانجازات وزير الصحة. في تونس تنهار كل منظومات الإنتاج الفلاحي ويعلن الفلاحون إفلاسهم لكن وزير الفلاحة مصرا على انه وزير ناجح ويملك حلولا لكل مشاكل الفلاحة. في تونس وزير التعليم العالي ناجح رغم ان الجامعات التونسية في أسفل الترتيب عالميا ووزير التشغيل يحقق الإنجازات رغم ارتفاع اعداد العاطلين في كل يوم وفي كل شهر. كل الوزراء وكل المسؤولين في تونس يخجلون من الاعتراف والاقرار بفشلهم وتقصيرهم رغم الأخطاء الكثيرة والكبيرة ،وحده الشعب يدفع الثمن. التحوير الوزاري القادم والذي ينتظره التونسيون قد يكون على غرار كل التحويرات الخاضعة للمحاصصة الحزبية وحسابات التحالفات، لذلك نخشى ان يتواصل ويستمر الفشل كما هو في كل السنوات التي مرت ويطل علينا من يتحدث عن الإنجازات والمكاسب التي تحققت.