بمكر كبير وتَدبير «ما يخرش المية» على رأي الأشقاء المصريين، تعرّض الترجي ليلة أمس الأول في «برج العرب» إلى مَظلمة تحكيمية صَارخة كان بطلها الحكم الجزائري مهدي عبيد شارف الذي عَبث باللقاء وتلاعب بأعصاب «المكشخين» في سبيل إهداء الفوز ل «الأهلاوية» والقضاء على آمال التونسيين في القبض على رابطة الأبطال الافريقية. سَرقة، مهزلة، مَسخرة، مَظلمة... كلّها عبارات صالحة لوصف «الجريمة» التحكيمية التي قام بها الشقيق الجزائري في حقّ جاره التونسي خدمة لأخ آخر ناطق بلغة الضّاد وهو الأهلي لتكون بذلك هذه الفضيحة المُدوية عربية خَالصة. «سرقة» واضحة «سَارق وفي يده شَمعة». هذا ما ينطبق على ما فعله عبيد شارف في مباراة «برج العرب» في نطاق ذهاب الدور النهائي لرابطة أبطال افريقيا. ذلك أن هذا الحكم كان منحازا بشكل واضح بل فَاضح للأهلي والأدهى والأمر أن جُلّ قراراته كانت تُوحي بأنه جاء من قسنطينة إلى الاسكندرية لإنجاز مَهمّة مُحدّدة وهي مساعدة «الأهلاوية» على الانتصار وتبديد الأحلام الترجية في العودة في النتيجة أثناء مباراة 9 نوفمبر في رادس. عبيد شارف أهدى الأهلي ضربتي جزاء قال جلّ الخبراء إنهما «خَياليتين» ولا يمكن أن يُعلن عنهما إلا من كانت له «نوايا مُبيّتة» وهذا ما أكده الحكم الجزائري الذي تحدّى الجميع بما في ذلك «الفَار» الذي كان حضوره صُوريا بما أن صافرة عبيد كانت مُبرمجة بصفة مسبّقة وتَتحرّك في اتجاهات مُتفق عليها. عبيد شارف «أؤتمن» على حقوق الفريقين الشقيقين في هذا «الفينال» الكبير لكنّه «نَاصر» للأسف أحدهما وأدار ظهره للآخر مُعتبرا أنه أصدق من كلّ البشر وأقوى من التكنولوجيا التي كان من المفروض أن تُقيم العدل بين الطرفين لا أن «يسطو» عليها عبيد ويُلحقها ببقية أدوات «جريمته» القَذرة والتي رآها العرب والغرب ضاربين كفّا بكف على صافرة بلقولة والجويني وبوجسيم والمصري عبد الفتاح الذي نكاد نجزم بأنه قال في قرارة نفسه إن ما فَعله «سي» عبيد بالترجي ما كان ليفعله محمود الخطيب نفسه لو أنّه نزل من المدارج وتحمّل مسؤولية إدارة لقاء «برج العرب». والأدهى والأمر أن عبيد لم يكتف بإعانة الأهلي لتحقيق انتصار «مُطمئن» ولكنه تمادى وعاقب الذوادي و»كوم» ليحكما عليهما بالغياب في لقاء الاياب وهو ما شأنه أن يُبعثر أوراق نادي «باب سويقة». شَهد شاهد من أهلها قد يقول البعض إن آراء «المكشخين» والتونسيين عموما سَتغلب عليها العاطفة لكن عندما ينطق «المُحايدون» بالحق ويشهد شاهد من أهل مصر بأن عبيد أذنب في حق الترجي فإن «جريمة» الحكم الجزائري تصبح حقيقة واضحة وضوح الشمس في «برج العرب». الحكم المصري السابق ناصر عباس أكد بعظمة لسانه أن عبيد أعلن عن ضربتي جزاء غير صحيحتين للأهلي هذا فضلا عن «السكوت» على السلوك المشين للاعب المغربي وليد أزارو الذي خدع الحكم من خلال تمزيق قميصه ليورّط الذوادي بطريقة «جهنمية» والأخطر أن أزارو هو من ضرب مدافع الترجي ب»البوندية» وليس العكس وهذا ما وقع تداوله في على نطاق واسع عبر صفحات التواصل الاجتماعي. تَغيّرت الأسماء والانحراف ثابت بعد أن أزاح الملغاشي أحمد أحمد «الديناصور» الكامروني عيسى «حياتو» ليجلس مكانه على عرش الكنفدرالية الافريقية ساد الاعتقاد بأن رياح التَغيير سَتُنهي الفساد والاستبداد في الكرة الافريقية لكن يبدو أن وعود «الزَّعيم» الجديد مازالت حبرا على ورق بدليل الفضيحة التحكيمية التي شهدها النصف الأوّل من «فينال» رابطة الأبطال وهي إحدى أهمّ وأضخم المسابقات في قارتنا. والحقيقة أن ما حصل في «برج العرب» يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الكرة الافريقية مازالت خارج نطاق السيطرة وتَحكمها «الغُورة» وهي أمر عادي في الكثير من بقاع القارة السّمراء لكن الغرابة تكمن في ظهور هذه الظاهرة في مصر وهي من الدّول المُؤسسة ل «الكاف» وحَاضنة مقرّه وصاحبة الريادة في عدد التتويجات بكأس افريقيا للأمم ورابطة الأبطال. استفزازات كلّ المؤشرات كانت توحي بأن الترجي سيتعرّض إلى «السّرقة». ذلك أن «الكاف» تلاعبت بأعصاب الجميع بعد أن رفضت الكشف عن هوية الحكم «المُحترم» الذي سيدير لقاء «برج العرب» وقد تمّ الإعلان عن تعيين «المهدي المنتظر» قبل ساعات من المباراة التي سبقتها فضيحة تنظيمية ستبقى وصمة عار على جبين «الأهلاوية». وتتمثّل هذه المهزلة في «تَفتيش» حافلة الترجي بحثا عن «الخطّة السرية» التي أعدّها الشعباني أوربّما عن بعض «الأسلحة الوَهمية» على طريقة أحمد آدم في شخصية «القرموطي». لعبة الاستشهار بعض الجهات تسلط الأضواء على جانب آخر خَفي من الفضيحة التحكيمية التي يخطّط «مهندسوها» لوضع «الأهلاوية» على عرش الكرة الافريقية مهما كان الثّمن. ويؤكد أصحاب هذه الرواية أن مستشهري الفريق المصري رصدوا أموالا خَيالية واعتمادات فَلكية لتحقيق هذا الهدف بالتنسيق مع الجهات الفاعلة والشخصيات النّافذة في الكرة الافريقية. وبما أن النظرية «الميكافيلية» تقول إن «الغاية تبرّر الوسيلة» فإن العبث بأحلام الترجي بواسطة الصافرة التحكيمية هو أحد الأركان الأساسية لتحقيق أهداف «الأهلاوية» ومن خَلفها «لوبيات» الاشهار التي يعرف القاصي والداني أنها تُهيمن على المسابقات الكروية في كافّة أنحاء العالم. الردّ يوم 9 نوفمبر بعيدا عن لعبة الكواليس و»جرائم» التحكيم تجرّع الترجي المرّ حتى التّخمة بعد «السّطو» على حقوقه بالقوّة في «برج العرب» وقد خرجت البعثة التونسية من الأراضي المصرية مُردّدة كلمة واحدة: «موعدنا يوم 9 نوفمبر في رادس». المقصود بهذا الشّعار ليس «الغُورة» كما ينظّر لذلك بعض «المُتعصّبين» و»الفوضويين» وإنّما الردّ على «الأهلاوية» في الميدان الذي يَبقى الفيصل الوحيد لحسم أمر اللّقب وهو رهن هدفين نَظيفين في الشباك المصرية ولاشك في أن هذا الأمر ليس بالعسير على الترجي الكبير والمسنود بجمهور غفير. للمراجعة لم تحجب المظلمة التي تعرض لها الترجي على يد عبيد شارف وجود عدة ثغرات دفاعية وجب تداركها بصفة فورية لتنجح الجمعية في قلب الطاولة على «الأهلاية» في رادس. ولاشك في أن عملية الهدف الثاني للفريق المصري تثبت حجم الهنات في المنطقة الخلفية لشيخ الأندية المُتمسك بالأمل رغم «ظلم» الحكم.