على شط الاسكندرية، يُخطّط «ترجي البلاد» لإسقاط الأهلي العتيد في نطاق الشَّوط الأوّل من «فينال» رابطة الأبطال التي نريدها أن تَحطّ الرحال في ساحة «باب سويقة» الناجية لتوّها من «حمّام دم» لِتُواصل تحضيراتها بسلام ل»كَرنفال» المائوية الذي سيكون أكبر وأضخم إذا نجحت الجمعية في القبض على الكأس الافريقية ومَعها تأشيرة العَالمية. لقاء «برج العرب» سيشدّ الناس من الرباط إلى دمياط وسَتكتب عنه الصّحافة بالبنط العريض قياسا بثقل الخَصمين في خريطة الكرة الافريقية والدوليةّ وقد لا يحتاج الأهلي إلى تقديم فهو «عِملاق» حقيقي و»هَرم» من أهرامات مصر التي تعرف بدورها صَولات وجَولات سفير الخضراء وتشهد «أرض الفراعنة» نفسها على قوّة «المَاكينة» الترجية التي حصدت أكثر من لقب في الاسكندرية بالذات. و»يقول النّاس» بدعم من الأرقام إن الأهلي فريق القرن دون مُنازع ويضيف عليهم التاريخ بأن النادي القاهري هو «الدّابة السوداء» لترجي العاصمة ولا اختلاف في أنّ هذه الألقاب الشَرفية والمُعطيات الاحصائية حقيقة ثابتة وسيكون من الجُنون انكارها لكن هذه الأسبقية لا وزن لها أمام العزيمة الفولاذية لأبطال ورجال تونس التي تَعترف بأن الأشقاء أبدعوا في «التَحنيط «والتمثيل والغناء والأدب وفي كسر شوكة «أولاد العمّ» دفاعا عن راية «العرب» من حمّام الشطّ إلى القدس الأبية... كلّ هذا محفوظ ومُعترف به في تونس لكن عندما يتعلّق الأمر بكرة القدم فإنّنا نقول ل»كبير حَارتنا» إن فرسان الخضراء لهم أيضا باع وذراع في هذا المَجال ولاشك في أن إكرامي «الأب» أخبر إكرامي «الابن» أنه كاد «يَفقد عقله» بفعل «الكَابوس» الذي عاشه أمام زملاء عقيد وتميم في التصفيات المُونديالية عام 1977 وتلك الذكرى السعيدة في الكرة التونسية ليست سوى عيّنة صَغيرة من حكاية الابداع التي كتبتها منتخباتنا وأنديتنا في مواجهاتها الشهيرة أمام الأشقاء الذين لا نَحسبهم ينسوا كذلك مَلحمة «ليتوال» في قلب القاهرة عام 2007. وإذا كان الأهلي فريق القرن وإكرامي «الكَبير» «وَحش» الشباك على رأي الأشقاء فإن الترجي سيقاتل الليلة ليثبت بدوره أنّه «الغُول» الذي قهر أقوى وأعتى الجمعيات الافريقية بداية بالزمالك والأهلي والوداد وسطيف وصولا إلى «الغربان» الكونغولية و»الغِزلان» الأنغولية وهي آخر «الضحايا» التي التهمها «غُول افريقيا» في طريقه نحو الزّعامة القارية التي أصبحت على مرمى حجر من الخزائن التونسية. الترجي لن يعبأ الليلة بفزّاعة «العُقدة الأهلاوية» ولا نَحسبه يقع في فخّ الانهزامية تحت تأُثير الضغوطات الجماهيرية التي لن تُرهب فريق الشعباني بعد أن جاب كامل أنحاء القارة السمراء والقادم إلى «برج العرب» من بلد يُنتج ويُبدع رغم «أفلام الرعب» التي تعرفها يوميا شوارعنا وجبالنا بفعل «خفافيش الظلام» الذين يختبؤون الليلة في جحورهم لتعيش تونس سهرة كروية مُمتعة بفضل الأقدام الترجية الحالمة ب»الثأر» من «الأهلاوية» بعد أن تسبّبوا العام الفارط لنجم الساحل وشيخ الأندية في «صَدمة حَضارية». ويأمل الترجي في استغلال «سوابقه» في التألق في الملاعب المصرية لتحقيق نتيجة ايجابية من شأنها أن تُقرّبه من اللقب وتُجنّبه التعب في لقاء الاياب يوم 9 نوفمبر في رادس. وتبدو الفرصة مناسبة ليغالط سفير تونس الأشقاء في عقر دارهم وأمام جماهيرهم خاصة في ظل «ثورة الشك» التي يعيشها المنافس بعد التعادل المُفاجىء أمام الاماراتيين في البطولة العربية التي خرج منها نادي «باب سويقة» بخفي حنين لينزل بثقله في رابطة الأبطال وهي «مَطلب شعبي» بين أحباء الكرة وفي تونس عُموما خاصّة أن كرتنا عرفت سبع سنوات من القحط وقد حان الوقت لتستعيد أنديتها العرش القاري وتعيش «سنة خضراء» حسب «المنامة» الترجية التي نتمنّى أن تكون صَادقة وليست مجرّد أضغاث أحلام على رأي الكهنة بعد عجزهم عن تفسير «الرؤيا» كما فعل عزيز مصر. ولاشك في أن الترجي يعلم عين اليقين بأن التاج يحتاج إلى جملة من الشروط منها الانضباط التَكتيكي والسلوكي والتركيز العالي واللّعب بروح «المُحاربين» تماما كما فعل الراحل «بلها» في «الفينال» الشهير ضدّ «الزمالكاوية» عام 94 بقيادة البنزرتي الذي وقع في فخ الأهلي في النسخة الفارطة من رابطة الأبطال. ومن المؤكد أن الفريق في نسخته الحالية بقيادة ابنه الصّاعد معين الشعباني استوعب جيّدا الدرس مِثله مثل المدافعين وحرّاس المرمى وبصفة خاصّة بن شريفية. وفي الخِتام نتمنّى النّصر للترجي في مصر ونرجو من أحباء شيخ الأندية في «برج العرب» أن يُوفّروا الدعم للجمعية دون الخروج عن الصّراط المستقيم ليرجعوا إلى عائلاتهم بسلام ويتجنّبوا المتاعب وشَبح «أبو زعبل» على رأي عادل إمام العارف بأن الجسر الممدود بين تونسوالقاهرة أقوى من أن يُفسده الجلد المنفوخ. البرنامج رابطة أبطال افريقيا (ذهاب الدّور النهائي) في برج العرب (س20): الأهلي المصري - الترجي الرياضي الحكم: الجزائري مهدي عبيد شارف