أكد علي أبوحبله المحلل السياسي الفلسطيني ورئيس تحرير مجلة افاق فلسطينية في لقاء مع «الشروق» انه ورغم مرور 101 سنة على وعد بلفور الا ان بريطانيا ترفض الاعتذار للفلسطينيين مشيرا الى ان التطبيع العربي مع الصهاينة اصبح غاية بعض الانظمة العربية التي تعتبر ان هذا الكيان جزء من الامن القومي العربي. في ذكرى وعد بلفور المشؤوم، هل تقدم بريطانيا على اصلاح خطاها بحسب رأيكم ؟ اذا عدنا للوراء فقد أقيم مؤتمر في المكتبة البريطانية بلندن للحديث عن ظروف إصدار وعد بلفور، وكان ذلك في الذكرى المائوية للوعد البريطاني -الذي أسس لدولة «إسرائيل»- وذلك في ظل ظروف سياسية مختلفة عن السنوات السابقة، حيث تزايد الجدل بشأن رفض بريطانيا الاعتذار للشعب الفلسطيني عما سببه الإعلان من ويلات لهم وللمنطقة. وفي نفس السياق فقد رفضت الحكومة البريطانية في افريل الماضي تقديم أي اعتذار بشأن وعد بلفور وقالت حينها إن وعد بلفور موضوع تاريخي ولا نية لها في الاعتذار عنه، بل أعربت عن الفخر بدور بريطانيا في إيجاد دولة إسرائيل. وأضافت الحكومة البريطانية حينها أن المهم في هذه المرحلة هو دفع عجلة السلام من خلال دولتين إسرائيلية وفلسطينية، تعيشان بسلام جنبا إلى جنب. وسبق إعلان لندن رفض الاعتذار أن طالب ما يزيد على 11 ألف بريطاني وقعوا على طلب للاعتذار عن وعد بلفور. الا ترى ان صفقة ترومب حول القدس شبيهة الى حد كبير بوعد بلفور؟ اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترومب بالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل يعيد للأذهان تداعيات وعد بلفور الذي قدمه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور في الثاني من نوفمبر 1917 ...و101 سنة هي المدة الزمنية الفاصلة بين وعد بلفور وقرار ترومب، ورغم مرور اكثر من قرن من الزمن على وعد بلفور إلا أن هناك بعض قواسم مشتركة بينه وبين قرار ترومب، ما يؤكد صحة مقولة «التاريخ يعيد نفسه من جديد»...فرغم اختلاف الأسباب إلا أن إرضاء المصالح الشخصية عامل مشترك بين القرارين. وجاء وعد بلفور تنفيذاً لسياسية المصلحة المشتركة بين بريطانيا واليهود في المنطقة، خاصة أن قضية إقامة وطن لليهود داخل الأراضي الفلسطينية طرحت في بداية القرن العشرين..هناك قاسم مشترك بين رسالة بلفور ومضمون قرار ترامب وهو التعاطف والتضامن مع طموحات اليهود «. قطار التطبيع العربي مع الصهاينة انطلق خلال الفترة الاخيرة بشكل علني، كيف تراقبون كفلسطينيين هذه الممارسات ؟ القضية الفلسطينية تعيش «أسوأ مراحلها» بعد نحو 101 عام على وعد بلفور والنظام العربي ساهم في زيادة مأساة الفلسطينيين بحكم الصراعات التي تعصف بالمنطقة وهدفها تصفية القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية الفلسطينية ، ولم تعد القضية الفلسطينية تحظى بالأولوية في الوطن العربي وللأسف الشديد اصبح التطبيع مع اسرائيل غاية بعض الانظمة العربية والغريب ان تصبح اسرائيل جزء لا يتجزأ من منظومة الامن القومي العربي ، ولم يعد مستغربا او مستهجنا ان تنضم اسرائيل لجامعة الدول العربية بعد ان تخلى النظام العربي عن مسؤوليته في دعم القضية الفلسطينية كما تم التخلي عن اقدس مقدسات المسلمين وهي القدس وتم التسليم بالأمر الواقع بقرار ترومب اعتبار القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي الغاصب. كيف يمكن التصدي للمد العربي للتطبيع مع الصهاينة ؟ هذا يرجع للشعوب العربية التي عليها ان تعود كما عهدناها في القرون الماضية وان تتصدى لحكومتها وهي تهرول نحو التطبيع. أي حظوظ لمسار المصالحة بين فتح وحماس ؟ اليوم مطلوب من جميع الفصائل والقوى السياسية ترك الصراعات والخلافات جانبا والتفكير في مصلحة فلسطين قبل كل شيء .كما ان الفلسطينيين مطالبون بالانتباه لخطر وتداعيات الانقسام والدفع لتحقيق الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام للتصدي للمشروع الصهيو- امريكي الذي يستهدف القضية الفلسطينية .المصالحة تواجه في هذه الفترة بعض الصعوبات . أي افاق لمسيرات العودة التي انطلقت منذ ما يقارب نصف السنة والتي دفع خلالها الفلسطينيون عشرات الشهداء؟ مسيرات العودة اربكت الاحتلال وحركت المياه الراكدة في موضوع حصار غزه والقضية الفلسطينية كما ساهمت التحركات في تحقيق الوحدة الوطنية ووحدة المسار. فضلا عن ذلك فقد تصدت الاحتجاجات لمحاولات فصل غزة عن الضفة . نتمنى من فتح وحماس ان يدركا المخاطر وان يوحدوا الجهود بوحدة الصف الفلسطيني . وعد بلفور.. ,«الورقة» التي شردت شعبا وشطبت وطناً عن الخارطة! كانت مجرد رسالة بين شخصين، إلا أنها غيرت مصير منطقة بأكملها، وأدت إلى تهجير جماعي لمئات الألوف، مع شطب اسم بلد عربي من الخارطة بأكملها. وحلت يوم الجمعة الماضي 2 نوفمبر الذكرى 101 لتقديم وزير الخارجية البريطانية، آرثر بلفور إلى الثري الصهيوني البريطاني أيضاً ليونيل روتشيلد، حيث اشتملت الرسالة المذكورة على وعد ب»منح اليهود وطناً قومياً لهم في فلسطين»، مع العلم بأن نسبتهم في الأراضي الفلسطينية لم تزد عن 5% وقت كتابة سطور ذلك الوعد، أي عام 1917!.