اون لاين – ناجح بن جدو: اكد علي ابوحبله المحلل السياسي الفلسطيني و رئيس تحرير مجلة افاق فلسطينية في لقاء مع "الشروق اون لاين" ان بريطانيا مطالبة بالاعتذار من الفلسطينيين بعد مأساة وعد بلفور مشيرا الى ان المصالحة الفلسطينية تسير في الاتجاه الصحيح . وقال المحامي علي ابوحبله ان اليات مقاومة وعد بلفور يجب ان تبدأ من العرب انفسهم والفلسطينيين ضمن رؤيا تقود الى اصلاح الضرر والخطأ التاريخي الذي نتج عن وعد بلفور .وفي ما يلي نص الحوار في البداية لماذا اختارت بريطانيافلسطين من كل العالم لإقامة دولة يهودية رغم أنها كانت تحتل آنذاك اغلب الدول ؟ الاختيار لم يكن بريطانيا وإنما انصاعت بريطانيا لرغبات الحركة الصهيونية العالمية حيث كانت بريطانيا بحاجة إلى الدعم اليهودي سياسيا وعلميا وماليا خلال الحرب العالمية الاولى. وتعتبر الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور عام 1917 إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية والتي عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين..و استغلت بريطانيا هذا الحلم لدى الحركة الصهيونية من اجل استمالتهم إلى صفها في الحرب العالمية الأولى، وظنت بريطانيا أن في هذا فائدة كبيرة. ووجدت الحركة الصهيونية من يدعم مشروعها. وفي عام 1919 الحركة الصهيونية قدمت تصورها لحدود وطنها القومي في المستقبل فقدمت الحركة بعد شرح طويل لمؤتمر الصلح تصورها لحدود ارض إسرائيل على أن تضم الجزء الجنوبي من لبنان وجبل حرمون والعقبة ونهر الأردن. كيف ترى مطالبة الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم الرئيس ابومازن بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور ؟ الاعتذار لن يعيد فلسطين للفلسطينيين والمقصود بالاعتذار أن تفي بريطانيا بتعهدها وتحملها لمسؤولية الإقرار بالحقوق القومية والتاريخية والوطنية وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين والاعتراف باقامة دولتين فوق فلسطين وفق قرار التقسيم عام 1947 .وأن المقصود بالاعتذار أيضا هو أن تتحمل بريطانيا المسؤولية الاخلاقية والتاريخية عن خطأها التاريخي والقانوني . رئيسة الوزراء البريطانية اكدت احتفالها بالذكرى المائوية لوعد بلفور , كيف تقرا ذلك ؟ هذا الإصرار لرئيسة وزراء بريطانيا تريزا مي يعبر عن وقاحة وإمعان في الاستمرار بالخطأ التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا ويدلل ان بريطانيا من تدعم هذا الكيان وأنها تتنكر للحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني . ماهي الاليات والسبل لمقاومة وعد بلفور؟ كان من المفروض مقاومة وعد بلفور منذ صدور الوعد نفسه الذي صدر عام 1917 والفترة الزمنية بين وعد بلفور وقيام الكيان الإسرائيلي عام 1947 هي ثلاثين عاما ، لكن للأسف أن الاستعمار البريطاني والفرنسي اوجد انظمه رهنت نفسها ووجودها للانصياع لرغبات ومتطلبات الاستعمار .و اليات مقاومة وعد بلفور يجب ان تبدأ من العرب انفسهم والفلسطينيين ضمن رؤيا تقود الى اصلاح الضرر والخطأ التاريخي الذي نتج عن وعد بلفور . كيف تقيم الدور العربي في القضية الفلسطينية ؟ للأسف أن الدور العربي تجاه القضية الفلسطينية يكاد يكون معدوما في حاضرنا اليوم وان كان هناك نبض للشارع العربي نلمسه في العديد من الدول العربية ومن بينها تونس. لم تعد القضية الفلسطينية تتصدر الاولوية في الاهتمامات العربية بل وصل الأمر في العديد من الدول العربية الى التحالف مع إسرائيل . عموما كيف ترى حظوظ المصالحة بين فتح وحماس لإنهاء الانقسام الفلسطيني ؟ اعتقد جازما ان حماس وفتح ادركت مؤخرا ان المصالحة امر لا بد من حدوثه لان اسرائيل المستفيد الاول من الانقسام .و هناك كاريزما جديده لقيادة حماس ويقودها السنوار وصالح العاروري وغيرهم وهم ادركوا حقيقة وابعاد المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية كما ان الرئيس محمود عباس رجل سياسي محنك وله خبرة لإنهاء الانقسام وتدعيم الموقف الفلسطيني .