مرة أخرى يعلن أساتذة الثانوي مقاطعتهم للامتحانات من أجل تحقيق مطالبهم لكن هذه المرة كان التدخل شجاعا من القيادة النقابية التي اضطرت الى إصدار بيان أمضاه الأمين العام يعلن فيه ان القيادة المركزية النقابية ترفض قرار مقاطعة الامتحانات ويؤكد أن المكتب التنفيذي الوطني يتبنى بشكل كامل مطالب المدرسين لكنه يرفض بشكل صريح قرار مقاطعة الامتحانات... لكن مهما كانت شجاعة موقف المركزية النقابية الا ان ذلك لا يحجب حقيقة وجود أزمة في قطاع التعليم ولا يعني ان جامعة التعليم الثانوي من السهل عليها التنازل والتخلي عن قراراها وهي واحدة من اهم واكبر التشكيلات النقابية داخل اتحاد الشغل... وللأسف فإن أزمة التعليم في تونس اقتصرت على مطالب المدرسين وعلى العلاقة الفاترة بين النقابات والوزارة في حين ان الأزمة أعمق من ذلك... من حق المدرسين المطالبة بحقوقهم ومن حقهم التحرك من اجل تحقيقها لكن التعليم في تونس يحتاج الى اصلاح عميق والى ثورة حقيقية... مناهج التعليم والتدريس في تونس لا تزال متخلفة وبعيدة عن المنظومات التعليمية المتطورة في العالم... هناك دول في العالم صنعت تقدمها وحققت ازدهارها نتيجة لتعليمها المتطور لكن في تونس عملية الإصلاح تسير ببطء شديد ولا تتوفر إرادة قوية لتحقيق إصلاحات عميقة... التعليم في تونس جزء من الأزمة لذلك يحتاج الى إصلاحات عاجلة والمدرسون هم الحلقة القوية في كل اصلاح... اليوم المدرسة التونسية تعاني من تدهور البنية الاساسية ومن غياب التجهيزات و الإمكانيات والتلميذ التونسي اصبح في مراتب متأخرة على مستوى العالم... من حق المدرسين الحصول على مطالبهم ولكن اصلاح التعليم اولوية قصوى قبل فوات الأوان وقرار مقاطعة الامتحانات قد يعمق الازمة أكثر...