تقلّد رضا بن دالي مسؤوليات عديدة بشركات صناعة الدواء ويعد من اهم الخبراء في المجال سالناه: ما هو موقع تونس الحالي في مجال صناعة الادوية؟ -تعد تونس من بين الدول الافريقية الاولى التي انطلقت في صناعة الادوية وذلك منذ اول الثمانينات وتعد بذلك مفخرة في هذا المجال لكن في السنوات الاخيرة لم يتم تشجيع القطاع بالصفة المطلوبة بل يمكن القول انه تم زرع عديد العراقيل في طريق الصناعة المحلية للدواء الذي يعد قطاعا استراتيجيا عالي الأهمية ما هو حجم ما توفره صناعة الادوية المحلية من جملة الحاجيات الوطنية؟ يهدف الناشطون في القطاع الى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الدواء وحاليا توفر صناعة الادوية المحلية اكثر من 70بالمائة من الحاجيات أشرت الى الصعوبات التي يتعرض لها القطاع حاليا فماهي تحديدا؟ -الدولة مطالبة بتشجيع القطاع لكن في السنوات الاخيرة لم يتم اتخاذ قرارات تحمي المصنع المحلي فرخصة التصنيع والتسويق تستغرق على الأقل سنتين مما يعطل المستثمر كما تم الغاء عدة تحفيزات كانت تحمي هذا القطاع الاستراتيجي واعتبر ان جل القوانين تحمي المصنع الأجنبي لا المحلي وسوف يكون لاتفاقية «الاليكا» مشروع التبادل الحر الشامل المعمق نتائج كارثية على صناعة الدواء الجنيس في تونس اذا تواصل التفاوض دون تعديل الشروط المجحفة التي تشير الى ان كل تغيير ولو بسيط في مكون الدواء الأصلي يستوجب براءة اختراع جديدة علما وان الحصول على براءة اختراع دواء وتصنيع دواء جنيس لا تقل عن 30 سنة وهو ما يعني القضاء على صناعة الادوية في تونس. ولماذا لا يتم تحفيز البحوث الخاصة باختراع أدوية تونسية؟ -لان اكتشاف أدوية جديدة في حاجة الى شراكة فعلية بين القطاعين الخاص والعام والى تمويلات هامة في القطاع. علما وان الدولة تدعم الدواء الاجنبي عبر الصيدلية المركزية ومع انزلاق قيمة الدينار وارتفاع اسعار المواد الاساسية لصناعة الدواء والتي يمثل 60 بالمائة من كلفة الدواء فان هامش ربح الدواء المحلي تراجعت وأحيانا انعدمت وبالتالي يصعب الاستثمار في البحوث العلمية علما وان سعر الادوية المحلية الجنيسة اقل من المستوردة بنحو 30بالماية. هل ان الدواء المحلي اقل جودة من المستورد؟ لا مطلقا بل ان الكفاءات التونسية مطلوبة في الخارج وصناعة الادوية التونسية لها سوق واعدة في افريقيا لو وجدت إرادة لتشجيعها.