سَافر المنتخب منذ الأمس إلى مصر تمهيدا لمواجهة صاحب الأرض والجمهور في نطاق الجولة الخامسة وقبل الأخيرة من التصفيات القارية المُؤهلة للكأس الافريقية التي ستحتضنها الكامرون عام 2019 هذا طبعا ان لم يَقع «تَحويل وجهتها» إلى المملكة المغربية خاصّة في ظلّ القيل والقال عن عدم جاهزية بلد «صامويل ايتو» لإحتضان هذه التظاهرة الكبيرة. من أجل نتيجة ايجابية رغم أن فريقنا الوطني حسم أمر الترشّح إلى «الكان» فإنه يُخطّط لتحقيق نتيجة ايجابية في القمّة التي ستجمعه غدا ب»الفراعنة» في ملعب «برج العرب» بداية من الخامسة مساءً وذلك بصافرة الجنوب - افريقي «فيكتور غُوماز». ويعود إصرار «النسور» على الرجوع من مصر بالفوز أوالتعادل على الأقل إلى عدّة اعتبارات موضوعية ذلك أن منتخبنا يحلم بتدعيم زعامته للمجموعة العاشرة وهو مكسب يُثير أطماع الأشقاء قبل جولتين من نهاية التصفيات كما أن فريقنا الوطني يريد الخروج من الاسكندرية بنتيجة ايجابية مع تقديم مَردودية جيّدة خِدمة للإطار الفني «المُؤقت» بقيادة الكنزاري والعقبي. ومن المعلوم أن الرجلين في حاجة ماسّة إلى اثبات الذات في هذا الاختبار الكبير أملا في كسب ودّ الجمهور والحصول على «مُباركة» الجريء ليعلن عن نَقلهما من «مرحلة المُؤقت» إلى مرحلة «الحُكم الدائم» خَلفا للبنزرتي المعزول بسبب «السُّلوك المُتشدّد» مع اللاعبين هذا طبعا حسب رواية الجامعة. الدفاع أوّلا والهجوم ثانيا أحلام العقبي والكنزاري في مصر لا تحتاج إلى الطّموح الكبير فحسب بل أنها تَتطلّب تحضيرات ذهنية كبيرة للاعبين وخُططا تَكتيكية ناجعة لقهر «الفراعنة» في عقر دارهم أوعلى الأقل ضمان التعادل الذي قد يُسعد بدوره رئيس الجامعة السَّاعي إلى تثبيت الرجلين في منصبيهما إذا سارت السفن بما يَشتهيه «الانقلاب» الذي قام به الجريء والكنزاري على البنزرتي. المعلومات التي وصلتنا من محيط المنتخب تؤكد أن الإطار الفني «المُؤقت» سيعتمد على خطة فنية تتّسم بالحذر لكنها لا تُغلق باب المُجازفة بين الحين والآخر طمعا في مُباغتة الدفاع المصري. مصادرنا تفيد بأن منتخبنا قد يختار تشكيلة تضمن الحَصانة الدفاعية بما أنها ستكون أولوية الأولويات ويبدو أن الملامح العامّة للتركيبة الأساسية أصبحت شبه جاهزة وقد لا يجد المدربان «المُؤقتان» أفضل من بن مصطفى ومرياح وبرون والحدادي والبدوي لتأمين المنطقة الخلفية وتَبقى فرضية التعويل على صيام بن يوسف والنقاز في المحور والجهة اليمنى واردة. في خطّ الوسط لا استغناء عن السخيري ليكون «السّتار» الحَامي للدفاع على أن يتقدّم عليه ساسي بخطوة واحدة ليضطلع بدور مزدوج يُراوح فيه بين افتكاك الكرة والمُساهمة في العمليات الهجومية وقد يشاركه في هذه المَهمّة بن محمّد. أمّا المنطقة الأمامية فإنها ستكون (مبدئيا) من نصيب السليتي والخَاوي والخزري الذي قد يضطلع بخطّة رأس الحربة وهي «الخطّة البديلة» التي كان اللاعب قد اضطلع بها أحيانا في الدوري الفرنسي أوأيضا مع المنتخب زَمن «المخلوع» الأسبق. وهذه الخَيارات أولية وقد تطرأ عليها بعض التعديلات في الساعات الأخيرة من التحضيرات. وما هو ثابت أن المنتخب ذاهب إلى «برج العرب» ليعلب بحذر شديد لأن نتيجة التعادل قد تُرضيه أما إذا حقّقت هذه الخطّة الفوز فإن الكنزاري والعقبي سيكونا أسعد السعداء بالنظر التأثيرات المُحتملة لهذا المكسب على مشوراهما مع «النّسور». الأولمبيون في امتحان مصر سيكون لقاء منتحبنا الأوّل مَسبوقا بمباراة ودية بين «الفراعنة الصّغار» ومنتخبنا الأولمبي ومن المُقرر أن يدور هذا الاختبار الودي اليوم في الملعب الفرعي ل»برج العرب». والأمل كلّه أن تكون هذه المواجهة التحضيرية نافعة لأشبالنا المُطالبين بتدارك الثغرات خاصّة أن بعض اللقاءات التي أجراها أبناء شكري الخطوي أظهرت أن الفريق لم يبلغ بعد المستوى المطلوب وهو ما يجعل حلم الأولمبياد في خَطر.